يحكى أن لصوصا دخلوا إحدى القرى حين كان رجالها خارجها، فسرقوا البيوت واغتصبوا النساء إلا واحدة منهن قاومت اللص وقتلته وقطعت رأسه، بعد ما أنهى اللصوص مهمتهم الدنيئة كنوع من الانتقام وتركوا القرية، خرجت النسوة من بيوتهن يبكين ويلملمن ملابسهن الممزقة، إلا واحدة خرجت رافعة رأس اللص الذي قتلته وكلها فخر، نضرن النساء إلى بعضهن البعض وقررن أن تموت هذه المرأة حتى لا تتعالى عليهن بالشرف، وحتى لا يسألهن أزواجهن لماذا لم يقاومن مثل تلك المرأة، فهجمنا عليها وقتلنها ..
هذا هو حال الذين تحالفوا مع الحوثي أو ناصروه أو برروا لأنفسهم أنهم يواجهون العدوان، يقتلون الشرف حتى لا يتعالى عليهم أي أحد حر يرفض الذل والمهانة ويقبل بكل ما هو عار ..
الحوثية عار، وعدم مقاومة الحوثي عار، والرضا بالظلم عار، والقبول بالذهاب إلى الدورات التي يقيمها الحوثي عار، والسكوت على سرقة المرتبات عار، والقبول بتفجير البيوت عار، والسكوت على الزج بالمعارضين لعصابة الحوثي الإرهابية في السجون والمعتقلات عار، والسكوت على الاستيلاء على أموال الناس عار، والقبول بمحاربة الناس في أرزاقهم عار، والخلاف بين الجمهوريين عار، والاحتفال بعيد الغدير عار وعدم الاحتفال بعيد الوحدة عار والقبول بهذه العصابة عار وعدم محاربتها عار.. الإمامة عااااار .
بالمقابل، حب الوطن شرف، ومقاومة الحوثيين وقتلهم شرف، والدفاع عن حقوق الناس شرف، وعدم الذهاب إلى دورات الجهل والتخلف مع الحوثي شرف، ومقاومة ظلم الحوثي شرف، وعدم الانتماء إلى الحوثي شرف، والدفاع عن الجمهورية والوحدة شرف ..
إذ لا يمكن الجمع بين فريقي الشرف والعار، لا يمكن أبدا أن يختلط البحران، هذا عذب فرات يحمل هموم الوطن ويتحلى بالعزة والكرامة وذاك ملح أجاج ولد وترعرع في بيئة منحطة، مليئة بالقاذورات ..
أخيرا ، يمكن القول إن السلام في اليمن لن يكون إلا بتوحيد البندقية إلى صدر الحوثي ، فلا تتوقعوا سلاما ممن يزعم أنه يحمل وصية من الله بأن يحكمكم ومن يعتبركم عبيدا في حضيرته ، من قاومه عبد آبق ومن رضخ له عبد طائع وكلاكما عبيد ، ولا تنتظروا الحل من أمريكا ولا من إيران ،فصورة المسيح وهو يحتضن ترامب وصورة الحسين وهو يحتضن قاسم سليماني تلخص لكم العلاقة بين إيران وأمريكا ، وإياكم أن تعولوا على التحالف ، وعولوا على أنفسكم وأنتم الأقدر على تحقيق النصر ، لأن من يقاتل مع الحوثي هو أنتم ، فكيف تقاتلون إلى جانب من كشفت الأحداث أنه مضغة صهيونية ، فلا تكوني من الذين قال الله فيهم : فاستخف قومه فأطاعوه .