;
حسن عبدالوارث
حسن عبدالوارث

أخــوان القفـــا 763

2021-06-30 07:55:55

ظللنا نقرأ الكتب، ونتجادل فيما نقرأ، ونكتب من وحي قراءاتنا.

وظللنا نرى ضرورة أن نقرأ ما هو جاد وضروري وهام وحيوي ومصيري من القضايا والموضوعات، ونتجادل فيها، ونكتب عنها  .

shape3

كنا نرى وحدة اليمن قضيةً كبرى ، والديمقراطية قضية هامة ، وحرية الفكر قضية حيوية بل مصيرية  .

غالباً ما كانت قائمة القضايا الكبرى والهامة والحيوية والمصيرية تتطاول ثم تتفرع وتتسع رأسياً وأفقياً  .

كانت القضايا الاجتماعية أكثر حيوية من القضايا الاقتصادية ، وهذه أهم من القضايا السياسية . وكانت القضايا الثقافية تتقدم حيناً وتتخلف أحياناً عن هذي وتلك وتاك .

غير أننا لم نكن نختلف كثيراً أو عميقاً بصدد أهمية وحيوية ومصيرية جميع هذه القضايا . وكان هامش الاختلاف ضيقاً في هذه المسألة ، ولم تكن بؤرة الخلاف واسعة قط  .

ذات يوم ، انتبهنا الى أن القضية الكبرى قد تغدو قضية اشكالية . وهو ما لم يكن في حسباننا ولا ميزاننا . فالوحدة - مثالاً - قد تصير خاضعة لتعريف أو توصيف أو موقف تُحدده اما المصالح الشخصية أو الفئوية لا الوطنية ولا التاريخية ، واما يُحدده الطرف المنتصر حربياً في معركة مسلحة دامية نشبت بين طرفين أو أكثر أسهم جميعهم في تحقيق هذه الوحدة  .

ولا أدري كيف تواترت الى ذاكرتي واقعة من الزمن البعيد ، حين كنا أطفالاً نتبارى في كرة القدم . ذات مرة ، هُزم الفريق الذي ينتمي اليه مالك الكرة ، فأخذ كرته معه ورحل ، تاركاً الملعب واللاعبين بدون كرة . ومرة أخرى هُزم أحدهم فشرع في تمزيق الكرة أشلاء، قائلاً بحنق شديد : هيا العبوا ذحيّن يا عيال الـ  ...... !

لم تكن كرة الوحدة أفضل حالاً من تلك التي في الذاكرة من الزمن الطفولي البعيد .

ولطالما شعرنا برغبة جامحة الى أن نجمع كل نظريات وأطروحات جميع علماء الاقتصاد والاجتماع عبر التاريخ ، من آدم سميث وكارل ماركس وجون كينز الى ميلتون فريدمان وديفيد ريكاردو وجون فون نيومان ، ومن كلود ليفي شتراوس وماكس فيبر وأوجست كونت الى هربرت سبنسر واميل دوركايم وغيرهم ، ثم نرميها دفعةً واحدة ، في مكب زبالة أو في مشب نيران أو في مهب الريح - لا فرق - في اللحظة التي ترى امرأة تمدّ يدها الى جوف برميل قمامة لتنتشل منه قوت أطفالها ، وفي اللحظة ذاتها التي استطاع فيها أحدهم أن يجمع عشرات المليارات من الدولارات لمجرد أنه يعرف الرقم السري لخزانة أفقر دولة  !

ولم تعد حرية الفكر وجلال الفكرة وقدسية الحاجة الروحية للإنسان ذات أهمية من أيّ نوع ولا أيّة درجة، في ظل تهاوي ثقافة المجتمع قُبالة مشهد مُستجلَب من قلب عتمة القرون ما قبل الوسطى : وأد طفلة ، مثالاً . فهذا المشهد لازال قائماً حتى هذي الساعة  !

وانظر في ما اذا أستبدل أحدهم اللقب العلمي الرفيع " الدكتور " بصفة " الشيخ " أو استجرَّ مُسمَّاه القروي أو المذهبي بعد أن نبذه طويلاً - عن وعي، كما كان يزعم - فاعرف أن العالِمة فيفي عبده صارت أكثر قيمة وأهمية من العالِم محمد عبده .

ثم اعرف  -  عافاك الله - أن مثقفاً ماركسياً صار أجيراً عند أمير سعودي أو خادماً عند شيخ خليجي ، لا يدعوك البتة الى شتم أُمّه ، فهي بريئة يرحمها الله ، بل عليك أن تشتم أُمّ سلسفيل الماركسية نفسها لأنها " ما عرفتش تُربّي  " .

ويا عزيزي عبدالباري طاهر ... لقد تشابه الأمر علينا اليوم بين أخوان الصفا وأخوان القفا  .

نقلا عّن موقع: بلقيس 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد