للخروج من الهيمنة الإيرانية استعان العراق بالرئيس الفرنسي وبكل من مصر العربية والأردن ، البلدان العربيان اللذان ارتبطا مع العراق بمجلس للتعاون المشترك في ثمانينات القرن الماضي وتم إحياؤه مؤخراً ، لعقد مؤتمر ترميم ومصالحة مع محيطه . المؤتمر عقد اليوم السبت الموافق ٢٧ اغسطس ٢٠٢١. العراق يبحث عن طريق لاستعادة هويته العربية من ين ركام الحروب .. وجد نفسه تائهاً ، تتقاذفه مؤامرات الإحتواء ، وهو البلد العربي العزيز الذي شكل ، بالرغم من كل مغامرات السياسة، أحد روافع النهضة العربية .. كاد هذا التوهان أن يدمر الأسس والمشتركات القوية مع محيطه العربي ، وكاد أن يفقده دوره الكبير في إعادة تجميع ديناميات النهوض العراقي والعربي على السواء . كل العرب الذين حضروا هذا المؤتمر أحسنوا صنعاً ؛ وجهوا رسالة تضامن مع الشعب العراقي العربي مؤكدين بأن العراق عربية الهوية ، وستظل عربية المصير المشترك مهما تراكمت الرمال في المسار المفضي إلى استعادة هوية هذا البلد العظيم . المهم هو أن لا يتحول هذا المؤتمر إلى ما يشبه الاعتراف بالواقع الراهن بتكريس هيمنة إيران ، ليس على جغرافية العراق فحسب وإنما على العوامل المعطلة لاستعادة هويته . وهذا يتوقف بالطبع على تماسك العرب وتمسكهم بهوية العراق العربية ،وتصديهم للمشروع الايراني ومخالبه في المنطقة . نحن أمام محطة اختبار تاريخية لقدرة العرب على الابحار في مسار ملغوم نحو انقاذ بلد عربي من طوفان المغامرات التي عصفت به ، ولا شك أن الجميع يدرك ما قد يترتب على الفشل من نتائج كارثية . في اليمن نترقب بقدر كبير من اليقين أن استعادة العراق لهويته العربية سيكون إضافة مهمة لمقاومة الطغيان الايراني الذي تسبب في كل ما يعانيه اليمن من ويلات . وبالقدر الذي تنبه فيه العرب لخطورة تجريف الهوية العربية للعراق ، فإن اليمن هو الآخر يتعرض لتجريف هذه الهوية عن طريق البرامج الفكرية والثقافية والتعليمية التي يضخها النظام الإيراني إلى اليمن . فهل سيتنبه العرب لهذه الحقيقة بعيداً عن أي حسابات قد تعصف نتائجها بالجميع !!
د.ياسين سعيد نعمان
العراق .. هل يستعيد هويته العربية؟ 1181