تقع المسؤولية على التحالف في كل الجرائم التي يقوم بها الحوثي، فقد التزم التحالف في القضاء على الحوثي وعلى إيران، لكن على ما يبدو أن الحرب التي خاضتها السعودية والإمارات قد قامت على أكاذيب عديدة من ضمنها إعادة الشرعية وهزيمة إيران، وما يؤكد هذه الأكذوبة هو ترك الجيش بدون تسليح يمكنه من القيام بواجبه تجاه أمن اليمن وحماية سيادتها .
فجريمة الحوثي التي استهدفت قاعدة العند والتي تضاف إلى جرائم الحوثي السابقة، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تحتم على الأمم المتحدة أن تتوقف عن التهريج والحديث عن السلام وعليها أن تنظر في جرائم الحرب التي تقوم بها هذه العصابة الإرهابية وعليها أن تتخذ قرارات تنظر في الانتهاكات التي تقوم بها هذه العصابة لمنع إفلات المسؤولين الذين يرتكبون هذه الانتهاكات، وليس أمام المبعوث الجديد من ملفات، سوى هذا الملف .
ليس من العقل ولا من المنطق أن تترك السعودية والإمارات الجيش بعد سبع سنوات من الحرب مكشوف الظهر، وهما من تتحملان مسؤولية إضعاف الجيش، إضافة إلى اختلال وهشاشة العملية السياسية اليمنية التي أدت إلى أن تكون المؤسسة العسكرية ضعيفة وغير قادرة على أن تقوم بواجبها كمؤسسة دولة، وحتى الآن الأطراف السياسية تسعى إلى تفكيك هذه المؤسسة وإضعافها وعدم مساندتها .
من غير المقبول أن تكون المليشيات أقوى تسليحا من الجيش اليمني ، والمملكة العربية السعودية تتحمل مسؤولية عدم تسليح وتجهيز الجيش بوصفها قائدة للتحالف ، وفي ظل الهجمات الإرهابية التي تقوم بها عصابة الحوثي ، يستدعي الأمر إعادة بناء القوات المسلحة على أسس مهنية وفق ضوابط وسياقات تحدد اختيار القيادات واتباع سياسة تسليح تتماشى مع التهديدات الحالية والمستقبلية .
ومن هذا المنطلق أدعو المقاومة الوطنية إلى أن تتوحد تحت قيادة مشتركة، وأن تضع لنفسها استراتيجية تمكنها من ضرب قدرات الحوثي في المناطق التي يتواجد فيها ، من خلال العمليات الفدائية وتقطيع أوصال هذه العصابة وقطع طرق الإمداد عليها ومنعها من تعزيز قدراتها ، هذا هو السبيل إلى هزيمة هذه العصابة ، فبدون هزيمتها لن يتحقق السلام ، فلا تضيعوا وقتكم مع عصابة تزعم أنها تملك حكمكم واستعبادكم من السماء ، وليس بينكم وبين هزيمتها سوى الإرادة وتوحيد الجهد .