جاء بيان التحالف بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس المليء برواسب الأطماع السعودية والإماراتية اللتان لم تنتجا في اليمن خلال سنوات الحرب سوى مليشيات تضربان بها الاستقرار في مناطق الشرعية وها هو يضعها مجدداً في مأزق التفكيك .
ما ورد في البيان، يقول إن على اليمن أن تدفع الثمن مرتين، مرة للسياسة التخريبية السعودية الإماراتية ومن معهما من المليشيات التي ارتضت أن تكون أدوات رخيصة على حساب وطنها وكرامته ومرة لإيران وأدواتها .
بيان التحالف أراد أن يكذب علينا مرة أخرى أو بمعنى أصح أراد أن يخدرنا لكي يجري عملية إزالة لوجودنا كيمنيين متمسكين بشرعية وجودهم، لكنه تجاهل أننا أصبحنا على وعي بأن الذي جعل الجيش اليمني في هذه الحرب ثانوياً وبناء وأسس مجاميع من المليشيات لا يمكن أن نصدقه، بالإضافة إلى أننا نرى كيف أضعفت السعودية حلفائها في لبنان والعراق وسوريا وكيف دفعت بهم إلى دائرة النفوذ الإيراني .
ولهذا نقول لن تكون هناك إمكانية لحسم المعركة في اليمن إلا إذا توفرت الشجاعة الكافية لدى من يفترض بهم أن يكونوا صناع القرار الحقيقي لممارسة شرعيتهم، فقد بدا واضحا أن الانسحاب لم يكن صدفة، بل اختاره التحالف بعناية لإطلاق رصاصة الرحمة على أي تقارب بين الشرعية وبين الخارجين عليها وربما يتم الدفع بقوات العمالقة إلى أبين تحت ذريعة حمايتها من الحوثي .
أعتقد جازما أن تجربة مأرب كانت فريدة من نوعها وقد قلبت كل الموازين التي نصبها التحالف ومن ورائه القوى الدولية واستعصت عليهم برغم الجحافل التي يحشدها الحوثي عليها وبرغم أكاذيب الطيران الذي يستخدم للتمويه على إسقاطها، إذ لا يعقل أن تظل تقصف المهاجمين دون أن تقصف من يحشد هؤلاء المهاجمين ويعدهم ويخطط لهم .
خلاصة القول على اليمنيين أن يكونوا حذرين من ألاعيب التحالف وأكاذيبه وعليهم أن يترفعوا عن الارتزاق المهين، فالتاريخ لن يحكم برفق على أولئك الذين استغلوا الحرب لزيادة نفوذهم وأرباحهم من الأموال العامة، وصبر اليمنيين لن يدوم، فاليمن لم تعد بحاجة إلى أولئك الذين يعملون من اجل مصالحهم الرخيصة، بل تريد من يعمل لأجلها، وإذا استمرت السعودية في غيها هذا فإنها ستترك في نهاية المطاف تخوض جولة من المواجهات المباشرة بينها وبين أدوات إيران وستترك تلملم جراحها وحيدة دون نصير .
إن الانسحاب الذي جرى في الحديدة وإعادة التموضع يدل على أن التحالف يخطط لإسقاط الشرعية، يؤكد ذلك لقاءات السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية والترويج لمعين عبد الملك كنائب للرئيس هادي، لم يكتف بالانهيارات التي حدثت في عهده كرئيس وزراء وانهيار الريال مقابل الدولار حتى تجاوز الـ ١٥٠٠ ريال للدولار ، بل يريد أن يفرضه نائبا للرئيس وسحب كل الصلاحيات له ليسلم اليمن بطبق من ذهب للسعودية والإمارات اللتان بممارساتهما التفكيكية ستسلمانها لإيران.