من منا لم يسمع عن ملاحقة أمريكا وإسرائيل لكل من يضمر العداء لهما أو يصرح، بل أسسوا لقانون معاداة السامية، تستخدمه إسرائيل لمطاردة كل من ينتقد ممارساتها العنصرية، لكن الموت لأمريكا الموت لإسرائيل تلك قصة تحتاج إلى فهم منا لنقف على حقيقة الشعار الذي ولد قبل ٤٢ عاما في إيران باتفاق مع الصهيونية العالمية وهو شعار صاغته عقدة الشتات التي تجمع بين اليهود وأدعياء الهاشمية، سواء أكان قدومهم من فارس أو من شعب أبي طالب .
مثلما يفرغ الصهاينة عقدهم على الفلسطينيين، يفرغ الهاشميون عقدهم على شعب متأصل في أرضه وفي قوميته وهو مبتدأ العروبة وخاتمتها، ولا يهم ما إذا كان هؤلاء قد قدموا من أرض فارس أو من الحجاز، إنما الأهم فيما قدموه لأنفسهم ولغيرهم، فلم يسجل لهم التاريخ في اليمن أي شيء أو أثر، بل سجل لهم القتل والخراب والدمار عبر الفترة التي كانت لهم الغلبة فيها .
بدافع عقدة النقص حاولوا أن يسنوا قانون يخصهم هو قانون الخمس ، لأنهم لم يكونوا يملكون شيئا وهو أكثر قانون عنصري لا أخلاقي لتجميع مجموعة بشرية تائهة تتعثر دوما بين قدراتها وأمانيها ، فالتاريخ المدون لم يسجل لهم سوى أمانيهم أنهم أمة ،لكنهم لم يكونوا عبر تاريخهم سوى قاتلي أطفال ومفجري بيوت وسارقي أموال الناس عبر بطولة قبيحة زائفة لم يكونوا بحاجة لها ، اسمها الحوثية .
الهاشميون منبوذون لأنهم دوما يجدفون عكس تيار الحياة ويحاولون التغلب على عقد النقص التي داخلهم وإحساسهم بالدونية بالاتكاء على النسب الذي لا يقدم ولا يؤخر لمن كان مبدعا ومجترحا للحياة بعقله وفكره وتقواه .
أنا شخصيا لست غاضبا من الذين يعرفون أنفسهم بالهاشميين، بل إنني أرثي لحالهم باحتقار أنفسهم إلى درجة أنهم لا يشعرون بوجودهم وكينونتهم إلا إذا نسبوا أنفسهم إلى النبي محمد، الذي لا يغني عن أحد من الله شيئا، تلك عقدة لا يمكن تجاوزها إلا إذا فصلوا أنفسهم عن وهم العرق وربطوها بالتقوى والعمل والأثر الحضاري .
وكما قلت، فإن شعورهم بالدونية جعلهم لا يثقون بأنفسهم إلا إذا اتكأوا على النسب وعلى حديث الإفك بالوصية التي لا وجود لها إلا في عقولهم المريضة لتعويض شعورهم بالدونية، وما أورده أحد هؤلاء الذين يشعرون بدونيتهم والذهاب إلى القول بأنهم حافظوا على ما يذمهم في القرآن ولم يحذفوه وهي إشارة إلى وجودهم المكاني الذي قدموا منه إلى اليمن، والسؤال الذي يضع نفسه: لماذا تكاثر أبناء الحسين بهذه الطريقة واختفى بني أمية الذين كانوا يحكمون مشارق الأرض ومغاربها، ألا يدل ذلك على إفكهم وكذبهم .
أقولها بصراحة إن العقلاء من هؤلاء الذين ينتمون إلى الإنسانية سيغادرون مربع هذا النقص وهذه الدونية وسيعلنون أنهم أكفاء في هذه الحياة لا يتكؤون على عرق أو نسب، ومن ظل متمسكا بهذا الوهم فإن أطفالنا يبولون على رأس أكبر رمز أو مرجعية فيهم .
أنا شخصيا ضد إهانة أي رمز لأي فئة أو جماعة مهما كانت حقيرة ومنحطة في عدائها لليمنيين لأننا أتباع أبو بكر الصديق الذي يكرهه الإيرانيون والحوثيون سواء بسواء، فهو الذي أمرنا بأن لا نقطع شجرة ولا نعتدي على امرأة مؤسسا لقانون حقوق الإنسان ولم يكن متحيزا لا دينيا ولا عرقيا والحوثيون اليوم ينتزعون من تاريخهم أقبح نقطة ضعف لشتمه ويقتبسون أقبح ما في نفوسهم من حقد على ابنته وزوجة النبي محمد ليكونوا أقبح جماعة عرفها التاريخ .
سأشير في الأخير إلى حركة الأقيال اليمنيين التي كثر الجدل حولها وأقول بأن ميلادها ليس ردة فعل على الهاشمية ، فحركة الأقيال موجودة منذ وجد الإنسان في اليمن وهي تعبر عن الدولة وشكل النظام ، واليمنيون هم أول العرب وآخرهم وهم أول رايات النبي محمد لا يقفوا أمام تفاهات ونذلات أدعياء النقص وليسوا في مواجهة الهاشمية لأنها مدرسة واهية وزائفة تأسست على المؤلفة قلوبهم
ولم يجد الإسلام طريقا إلى قلوبهم بل وجد طريقا إلى جيوبهم .