الإهداء إلى ٣٠ نوفمبر المجيد.. الحدث الذي اتجه بالمسار نحو بناء يمن مزدهر .. دفع الثمن، لكنه يظل نواة " يمن ثانٍ.. كحلم الصبا ينأى ويقترب ".
هلت بلون الفجر في صخب، وكانت مرسلة
وهفت بسحر دلالها تخطو خطى المحجلة
تمشي الهوينا تارة، وتارة مهرولة
فنبعث الشجن المروض في الفؤاد وتشعله
مالت على البستان تقطف فلة وقرنفلة
وتعثرت في خطوها، وسألتها ما المسألة؟
تنهدت ملئ المكان كأنها في معضلة ..
وبدت على سيمائها روح تئن مكبلة ..
وتبسمت شاردة، وهمهمت مجلجلة
قالت: أنا روح الزمان وجئتكم من "عبهلة "
أتعبني هذا الرحيل لا أدرى ما مستقبله
يوم يمر كأنه دهر على من يعقله
والنقش مخطوط برسم من حروف مهملة ؛
نقش المكاربة الألى .. صار مقطوع الصلة ..
عمرو يفسره على شكل وزيد يجهله
لا زيد أدرك سره أو عمرو صاغ الحل له ..
يتناوبان الحكم بالترويض وداعي القبيلة ..
عاث الفساد بأرضنا وغدا بأعلى منزلة
وتبعثرت أخلاقنا في كل ركن مزبلة ..
نهب اللئامُ كرامنا وتلك قلة (مرجلة )
الصافنات جيادنا ، أضحى الجواد "سبهلله "..
النابهات عقولنا ظلت تحوم مغفلة
الساهرات عيوننا لم تكتشف ما المشكلة
عقولنا تائهة ، وفعلنا ما أعجله
مبرمجون على الضياع كل يراقب أجله
تتفجر الاحزان في ايامنا كقنبلة
تختار منا كريمنا بالقصد حتى تقتله
هذا يموت بغيظه وذاك فوق المقصلة
وذاك مسموماً بحبر لم يعد يستعمله
وذاك مصلوباً على حلم جميل شكله
وذاك يحمل رأيه حيران الى من ينقله
ضدان: هذا يبطئ المسعى وذا يستعجله
لا يعرف الانسان جداً كي يداري المهزلة
هل نحن في دربٍ يوصلنا ب"تبع" أم خرابة "كربلة " !
وتوقفت عن شرحها، وطلبت أن تستكمله ..
لكنها ، أرخت جفوناً ناعسة متململة
وأسدلت ليلاها في غنج وولت مقفِلة
كانت كمن يأتي من الحلم القديم إلى حصون مقفَلة ..
وتداركت ما اعتقدت أن الكلام أغفله ..
قالت ، وقد سارت بعيداً في خطى منفعلة
أنتم بلاد حكمة آبارها معطلة ..
واقعكم حزن ، وماضيكم يدين المرحلة ..
هل آن للماضي أن يبعث ويرفع مشعله ؟
أنا رسولتكم اليه ، فهل لي أسأله !!
إن كان حبل السر باق فالخيار لكم وله ..
أو قد تمزق حبلكم ، فاتعظوا بالأمثلة ..
لابد من تغيير خط السير أو تغيير حل المسألة .