وضحت مؤامرة السعودية والإمارات على اليمن ومن ورائهما أمريكا وبريطانيا، دول الرباعية المتحكمة بالقرار اليمني بعد أن سمحت للإرهابي حسن إيرلو الذي دخل إلى اليمن بطريقة غير مشروعة ليقود مليشيات الحوثي الإرهابية في مواجهة الشعب اليمني ومساعدته بمغادرة صنعاء عائدا إلى بلاده إيران .
كانت دعوة بن دغر وجباري تستشف ما يراد لليمن من تمزيق وتدمير، فحاولت الإشارة إلى إحراف السياسات التي قادت المعركة مع الحوثي التي ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك الأهداف التي أعلنت عنها عاصفة الحزم، والتي يتضح جزء منها بإخراج إيرلو .
سارعت هيئة رئاسة مجلس النواب إلى الرد على دعوة بن دغر وجباري وقالت، إن ذلك كان مفاجئا وصادما، لكن هذه الهيئة بلعت لسانها أمام خروج مجرم حرب والذي أخرجه التحالف نفسه، فلم يكن ذلك مفاجئا ولا صادما، وكأن المعادلة الميدانية والأخلاقية التي أرادتها هيئة رئاسة البرلمان، تتمثل في احتلال سقطرى وبقية الجزر اليمنية واحتلال منشأة بلحاف وإغلاق المطارات وتحويل بعضها إلى قواعد عسكرية .
لم تكن دعوة بن دغر وجباري أكثر من صرخة لمواجهة الوضع الكارثي الذي صنعناه بأيدينا وأيدي الآخرين وعدتنا إلى أن نعالجه بأيدينا، بعد أن عجزت المؤسسات الدستورية صده أو معالجته، وبعد أن ترك الجيش يقاتل بالحد الأدنى من الإمكانيات وانهيار العملة والفوضى الأمنية .
أين الذين احتجوا على هذه الدعوة التي تريد لليمنيين أن يتوحدوا لإنقاذ بلادهم واستعادة قرارهم ومؤسساتهم، لماذا لم نر بيانات مشابهة تعترض على مثل هذه الجريمة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، في أن يتواطأ حليفك مع عدوك على قتلك؟
إنني أعلن انضمامي إلى هذه الدعوة التي وجهت إلى كل أبناء الوطن في تشكيل اتحاد وطني لإنقاذ اليمن، مستمدا أهدافه ومبادئه من مبادئ وقيم الثورة اليمنية، اتحاد يرفض عودة الإمامة، ويصون الجمهورية ويدافع عن الوحدة ويضع مصالح الوطن العليا دون غيرها في المقدمة .
إننا اليوم أمام رئيس برلمان يقف في وجه الدعوات الوطنية ويصمت عن كل ما يدمر اليمن ويصادر القرار الوطني، وأمام رئيس حكومة جاهل لا يفقه في السياسة ولا في الاقتصاد، لديه قدرات محدودة على التعلم، لا يثق بأحد سوى بمحمد آل جابر، يقاوم أي إصلاحات، يمرر اتفاقيات سرية ستكلف اليمن غاليا، عميل بدرجة امتياز .
دمر التحالف اليمن اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وعسكرياً وإدارياً تدميراً ممنهجا، وحطم كل مظاهر السيادة وأنشأ مليشيات وعملاء يعملون تحت رايته لتعطيل الشرعية ومؤسساتها، وسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تدمير كل عوامل المناعة في المجتمع اليمني بواسطة حكومة معين عبد الملك وبرلمان سلطان البركاني، والصمت عن مثل هؤلاء، كمن يضع سكينا على لسانه .
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا صمتت الحكومة والبرلمان عن الانسحابات التي تمت في الساحل الغربي وكان وراءها التحالف؟ ولماذا صمتت عن تهريب مجرم الحرب إيرلو وكان وراء خروجه التحالف أيضا؟ ولماذا صمت أولئك الذين اعترضوا على دعوة الصف الجمهوري للاتحاد والحفاظ على الجمهورية والوحدة، وخرسوا حينما كان الفعل يستهدف اليمن ووحدته وسيادته؟
ولماذا اعترضت صحيفة عكاظ على دعوة بن دغر وجباري واعتبرتها تستهدف الشرعية، مع أنها تدعو إلى حمايتها ولم تعترض على تجاوز الشرعية والتفاوض على إخراج الإرهابي إيرلو دون أن تعتبر هذا السلوك أكبر استهداف للشرعية واستهتار بها؟
ختاما أدعو الدكتور أحمد عبيد بن وجباري إلى بلورة دعوتهما إلى كيان مؤسسي يستوعب اليمنيين الذين يحملون إرثا وطنيا عريقا ليقفوا في وجه كل من لا يريد لليمن أن تمتلك جيشاً قوياً ودولة قوية تملك أسباب القوة، فمن سيكون مع الشعب اليمني، سيكون الشعب اليمني معه، ومن يريد خانعين على شاكلة رئيس الحكومة والبرلمان، فلن يجني سوى السراب وغضب الشعب اليمني.