من هم الحوثيون ؟
هم جماعة دينية شيعية تقوم على ولاية الإمام، وتتبع الطريقة الإثنى عشرية المتبعة في إيران، ترفع شعار، الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام، لكنها أكثر من يخدم أمريكا وإسرائيل وتضر بالإسلام، وقد وجدنا كيف تستميت الإدارة الأمريكية في الدفاع عنها وحمايتها من إدراجها في قائمة الإرهاب .
اتبع الحوثيون سياسة التحالفات المؤقتة التي تمكنهم من القضاء على خصومهم في كل حروبهم التي خاضوها ضد الدولة أو ضد جماعات أخرى، يتحالفون مع خصم للقضاء على خصم آخر، فقد تحالفوا في عام ٢٠١١ مع أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حزب الإصلاح للتخلص من المؤتمر، وتحالفوا في عام ٢٠١٤ مع المؤتمر للقضاء على الإصلاح، وتحالفوا مع الانفصاليين في الجنوب للقضاء على الوحدة، ثم دخلوا عدن وانقلبوا عليهم، وتحالفوا مع هادي للقضاء على الإصلاح، ثم انقلبوا على هادي ووضعوه تحت الإقامة الجبرية .
الصورة المفضلة للحوثيين، هي صورة الأقلية المعرضة للاضطهاد والتهميش، وقد روجوا ذلك خلال احتجاجات ٢٠١١، لجذب المعارضين للنظام إلى صفهم، وخلال مؤتمر الحوار، قدموا أنفسهم كمؤمنين بالعلمانية ومؤيدين لفصل الدين عن الدولة، وهذا التوجه يتناقض كلية مع تركيبتهم الأيديولوجية الدينية التي تقوم على الإمامة التي هي حق إلهي لهم من دون الناس .
بعد وصولهم إلى عمران عام ٢٠١٤، بدأوا في الترويج لأنفسهم بأنهم جماعة تحارب الفساد وبعد دخولهم العاصمة صنعاء روجوا لأنفسهم بأنهم ضد القاعدة وداعش واستخدموا الحرب ضد الإرهاب ذريعة للتوسع العسكري في بقية المحافظات اليمنية، وبعد تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قدموا أنفسهم على أنهم حركة وطنية تدافع عن اليمن ضد المعتدين .
يغير الحوثيون صورتهم حسب الظروف والجمهور المستهدف، بينما خطابهم لمؤيديهم يعتمد على الوضوح الطائفي السلالي ، حيث يقدمون أنفسهم على أنهم الجماعة الأكثر نقاء والوحيدون على مسار الحق ويصفون حروبهم بالمسيرة القرآنية ، بما يوحي أن هذه الحروب مستمرة وأن بدايتها في اليمن ونهايتها في القدس .
هل أدركنا بعد أن هذه العصابة الإرهابية لا يمكن الاتفاق معها، لأن مطالبها تتعدد وتتنوع بحسب احتياجها للاتفاق ، بينما الإطار الديني يظل واحدا لا يتغير وهو الذي يؤجج الحروب ويكرسها ، فمن الناحية العقدية لا يؤمنون بالنظام الجمهوري ، ولا بالدستور ولا القانون ويعتبرون ثورة السادس والعشرين من سبتمبر انقلابا على حقهم في الإمامة .
تؤمن هذه الجماعة بالجدران والأسوار أكثر من إيمانها بالتضامن مع الحلفاء ، فمن غير المعقول أن تسلم بالديمقراطية وتتخلى عن الإمامة ، لذلك ، فإن تفكيك بنية العقيدة لدى هذه المليشيات ، ليس أول خطوة في خريطة الطريق فحسب ، بل إنه يشكل أساسا لأي سلام معهم .
باختصار ، موقف الحوثي واضحا ولا يقبل الالتباس ، ويتمثل في تحييد الخصوم والاستفراد بهم واحدا بعد الآخر ، وما يدور هذه الأيام من حوار معهم حول السلام ما هو إلا حلقة من حلقات الاستفراد بالشرعية وتصفيتها عن طريق الإمارات التي تسعى إلى تفكيك الشرعية ، ربما بوعي أو بدافع العداء لهادي وحزب الإصلاح ، وربما تحقق الإمارات للحوثي مالم يتمكن من فعله خلال السنوات الماضية كلها .