ليس لعاقل أن يجادل في حقيقة تلاعب السعودية والإمارات بمجريات الحرب في اليمن، فمن غير المعقول أن تكون تلك الصفقات العسكرية التي كلفت البلدين مليارات الدولارات غير قادرة على هزيمة مليشيا الشجر والحجر يرفض التعامل معها ، وقد حرصت على مناقشة هذا الأمر لأهميته ، فكلفة الحرب الدموية لم تعد وجهة نظر ، بل حقيقة صارخة تفقأ العيون وتجعل من استمرارها نحرا للحاضر وقتلا للمستقبل وإجهاضا للأمل .
نحن أمام حرب تقاد من نادي العائلات الحاكمة في السعودية والإمارات تلتهم الأرواح وتدمر العمران ، كلما فتحت جبهة أغلقت أخرى ، فدوام هذه العائلات هو في استمرار الحرب دون حسمها ، والأدهى من هذا كله أن اليمنيين ممنوع عليهم دخول الإمارات التي فتحت أبوابها حتى للصهاينة عدا اليمنيين والسعودية تقود حملة تجريف لليمنيين العاملين هناك ، يتعاملون مع اليمنيين بتعال ودونية .
دعونا من أوهام القراءات الخاطئة والاعتقاد بأن السعودية والإمارات هدفهما إسقاط الانقلاب في صنعاء واستعادة الدولة ، فمن يبني مليشيات في مناطق الشرعية ويسلحها ويشجعها على أن تدير معاركها بعيدا عن الوجود الحوثي ، لا يمكن أن يكون مع استعادة الدولة ومؤسساتها .
لنسأل أنفسنا ، أين ذهبت عاصفة الحزم وعاصفة الأمل وتحرير اليمن السعيد ، كل هذا يؤكد أن السعودية والإمارات تعملان على تدوير الصراع والاستفادة من عجز القوى السياسية وهشاشتها ، بل وزيف هويتها التي تخلت عنها لصالح التشبث بالكفيل الخارجي ، ساعد على ذلك مجلس النواب تلك الجثة المتحللة غير القابلة للحياة ، فلم يحرك ساكنا أمام انتهاك سيادة البلد ، بل أعاد تموضعه مع هذه الحرب وأصبح بمثابة دليل يقود أكاذيب التحالف .
نادي العائلات الحاكمة في السعودية والإمارات عازمون على رسم خريطة جديدة لليمن تجعله دويلات صغيرة متناحرة ، يشجعهم على ذلك جلوسهم على مليارات لا نفاذ لها وهي وقودهم في تحقيق هذا الحلم ، ولا يؤرقهم سوى صمود مأرب التي أخرت كل ما يسعون إليه ، لذلك هم يعدون العدة لإسقاطها عن طريق الإيهام بتحريرها فيسترخي الجيش والمقاومة هناك فتعطى الأوامر للقوة الجديدة بالانسحاب وتسليم المفاتيح للحوثي .
خلاصة القول إن السعودية والإمارات جاءتا لتخليصنا من الانقلابيين ومنع إيران من التمدد ، فلم تسقطا الانقلاب ولم تمنعا إيران من التمدد.
وكل ما فعلتاه هو الزج باليمنيين إلى محارق الموت والسماح للحوثي بالبقاء طوال كل هذه السنين ليحشد اليمنيين أيضا إلى محارق الموت وبناء المقابر بطول البلاد وعرضها ، هذا أصل الموضوع ، وأصل كل ما أصابنا ويصيبنا ، لذلك فإن المسؤولية تقتضي من جميع القوى السياسية
إعادة توجيه الحرب والسلام ومصارحة السعودية والإمارات بأن المجرم مازال طليقا .