المتمرذلون مصطلح أطلقه يسري فودة أما سؤال العنوان، فقد طرح في حلقة نقاش ضمت مجموعة من الشباب الذين أجمعوا على أن الوطنيين هزموا بالفعل، وأعجبني أحدهم حينما قال، إن الاعتراف بالهزيمة لا يعني عدم الاستمرار بالدفاع عن الوطن وعن المستقبل ومواجهة العابثين بالهوية الوطنية الذين يعيشون على تزييف الوعي .
أحدهم كان يتحدث بمرارة عن أولئك الذين تنصلوا عن المبادئ والقيم الوطنية، قال نحن مهزومون، فقد جهزنا عدتنا لمواجهة الحوثي السلالي العنصري، لكن التحالف طعننا في الظهر وكرس داخل الشرعية ثنائية عصفت بمنطق الدولة ومزقت التوافق الوطني وجعلتنا نمارس نفس الخطاب اللا وطني الذي يمارسه الحوثي في دفاعه عن إيران، وذهبنا للدفاع عن الإمارات والسعودية وقررنا لهما استباحة اليمن .
يتراكم الوعي الزائف ويبرر انتهاك السيادة الوطنية، فقد صنعت شريحة طفيلية تعبث بالرأي العام، تمتد في الفضاء الافتراضي أوكل إليها العدو إنشاء العديد من مجموعات الوتساب تحت مسميات مغرية مرتبطة بالشرعية أو بالقومية اليمنية، مهمتها إلغاء الإحساس الوطني لكي لا يستفيق الناس جماعيا أو يفكر المواطن فرديا في ما آل إليه حال اليمن .
هناك تغول وتشويه ذاكرة الطلب الشعبي على استعادة الحقوق والحرية والكرامة الإنسانية، وبحسابات ما يجري، فالوطنيون مهزومون، إذ يقفون أمام المتمرذلين المعززين بالمال وبالسلطة والفضاء الافتراضي المدعوم بمفردات الشتيمة التي تحاول الوقوف في وجه العمق المعرفي والفكري .
أتفق مع هؤلاء الشباب بأن الوطنيين بحسابات الواقع قد هزموا، كونهم غير قادرين على التمرغ في وحل العمالة والارتزاق وغير قادرين على أن ينتصروا لبلدان على حساب وطنهم، والبداية الحقيقية للتغيير هي الاعتراف بالهزيمة والابتعاد عن المساحات والمجموعات التي أنشأها أطراف الحرب بهدف تمييع الهوية الوطنية، فمن غير المعقول أن يكون مع السيادة والكرامة الوطنية من قبل بالحوثي وسلوكه أو من قبل بالتحالف وممارساته .
ينتشر المرذولون أو أصحاب الفعل الخسيس في مجمل مجموعات الوتس، مهمتهم ممارسة الأخبار الكاذبة وإثارة الكراهية داخل الصف الجمهوري وحرف وعي الناس عن الممارسات البشعة، سواء التي تمارسها جماعة الحوثي أو يمارسها التحالف، مهمة هؤلاء المرذوليين شتم الكتاب الوطنيين وإفساد المناقشات الجادة لتعطيل تشكيل رأي عام حول القضية الوطنية .
هؤلاء المرذولون يشتغلون على تشكيل رأي عام يقبل بالحرب ويرسخها لسنوات طويلة بطريقة فائقة الخسة، حيث تجدهم يتحدثون عن انتصارات وهمية ويغفلون حجم القتلى الذين خلفتهم الحرب وكذلك حجم الجرحى الذين فقدوا أطرافهم وحجم الدمار والخراب الشامل ويشد كل طرف أنصاره إما نحو إيران أو نحو السعودية والإمارات، إنها الخسة في بازار السقوط الأخلاقي والوطني، وعلينا أن نقي أنفسنا من فيروس الخسة كي لا نصاب بفقدان الإحساس الوطني .