ما كاد رشاد العليمي يقعد على مقعد الرئاسة إلا وقد فتحت له أبواب الاتهامات ما بين استحواذ تعز على السلطة والشركات التجارية العابرة للقارات، وليس ذنبه أنه من مواليد تعز ، مثلما أنه ليس ذنب علي عبدالله صالح أنه من مواليد سنحان ولا عبد ربه كونه من مواليد أبين ، وليس محرم على تعز ، مثلما هو ليس محرم على أي محافظة يمنية أن يتقلد أحد أبنائها المسؤولية ، أعتقد أن وراء هذه الحملة نفس مناطقي .
ليس المهم أن رشاد العليمي من تعز أو أنه يملك شركات تجارية، المشكلة الحقيقية أنه قبل بمنصب ليس فيه شرعية ، وهو مثله مثل مهدي المشاط في صنعاء ، مع الفارق أن مهدي المشاط واجهة لجماعة تمتلك قرارا واحدا ، بينما العليمي واجهة لجهات متعددة غير متفقة فيما بينها ، لا على السيادة الوطنية ولا على الوحدة أو الجمهورية .
كان بإمكان رشاد العليمي أن يشترط وهو الأكاديمي العارف والإداري الناجح على أن يقدم الرئيس هادي قراره إلى مجلس النواب لإعطائه المشروعية ولو حتى الشكلية ، لكنه سارع إلى ذلك وكأنه يبحث عن الصفة قبل المسؤولية ، كما أنه كان بإمكانه أن يطلب من تحالف دعم الشرعية تخصيص مبلغ مالي لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الوطني حتى يستطيع توحيد قرار الشرعية والتفرغ لإدارة المعركة بشقيها السياسي والعسكري .
خلاصة القول عليكم ألا تركزوا على الشق المناطقي للدكتور رشاد العليمي ، فهذا ليس ذنبه ، ولكن ركزوا على قدرة الرجل في أن يختار المسؤولية على حساب الصفة ، وهذا يتطلب منه توحيد المتناقضات من حوله ، ولا أعتقد أنه سيكون قادرا على ذلك لأن السعودية ليس من أولوياتها استعادة الدولة في اليمن ، والدكتور رشاد لا يستطيع أن يرد لها طلب ، وأتمنى أن تكون توقعاتي خاطئة وألا يصبح مجلس الرياض متساو مع مجلس صنعاء في اللا شرعية مع الفارق أن مجلس صنعاء موجود على الأرض ، بينما مجلس الرياض لن تسمح له السعودية بالعودة إلى عدن .