صاحب قلم وفكر وثقافة ودين وعقيدة سنية: كان أكثر ما يرعب الإماميون وأنصارهم وأعوانهم وزنابيلهم من الخونة والمندسين أن الشهيد الزبيري كان صاحب قلم يعادل ألف مدفع وبندقية وكان قلمه موجع للإمامة والعنصرية وكان قلمه عنوان للمقاومة والجمهورية وكان الزبيري أيضا صاحب فكر وثقافة ودين وعقيدة سنية ترعب المذهبية الأنثى عشرية الملكية ومما جعل الإماميون يلاحقونه ويستهدفونه ويحرضون عليه و يهمشونه ويقصونه ويحرمونه من الرعاية والحراسة والاهتمام به هي تلك الأسباب واستغل المندسين ثقة الزبيري الكبيرة بهم وكونه صاحب قلم ولم يكن يحمل معه حتى رصاصة أو معبر فاضي ولجبنهم وخساستهم استغلوا ذلك وعلى الرغم أن الزبيري كان يتعمد في بعض الأوقات ويتمنى أن يغدرون به لكي تتلطخ سمعتهم بالعار والخزي وبعد ان كان الزبيري وحيدا بينهم استغلوا ذلك وفكروا كثيرا في اغتياله بحسب مؤرخين جمهوريين وبحسب اصدقاء للزبيري في مصر وبطرق مختلفة منها طرق الاستعانة بدكاترة إيرانيين في تشويش دماغ الزبيري واستخدام أجهزة يتم توجيهها نحو وجه ورأس الزبيري وهو غير عالم بذلك ويقومون بها سريا عند استدعاء الزبيري والاجتماع به وتكون أعراضها هي جعل الرؤية ضبابية وغير واضحة وأيضا تثير اهتزاز في جسد الزبيري واهتزاز في الرؤية والرأس وعدم القدرة على ضبط البصر وغيرها من الاعراض وقد شكى منها الشهيد الزبيري لعدد من أصدقائه المصريين ومنهم صديق له في صحيفة صوت اليمن قبل تعرضه للخيانة الكبرى الاغتيال ومن المعروف قتل الإماميون والمندسين للصحفيين بعدد من الطرق ومنها طرق القتل بالسم والقتل بالسحر والقتل بالتحريض والقتل بالاستعانة بدكاترة يقتلون الصحفيين بالأبر المسممة والأبر المضعفة للجسم والمغيرة لملامح الوجه وكما حدث مع الصحفي محمد العبسي الذي قاموا بقتله بالابر المسممة وكما حدث مع صحفي اخر كان يغيض الإمامة بشخصيته المقاومة وجماله ووسامته فعملوا على استقدام دكاترة من طهران يقوموا بالمهمة الأولى وهي تغير ملامح وشخصية ووسامة هذا الصحفي الذي طلب الإمام من الفريق الطبي الخائن إزالة ملامح شخصيته وبحسب مقربين من هذا الصحفي الذي حدثت حادثته في الخمسينيات وقال الإمام اريد قبل التخلص من هذا الصحفي ان اراه بوجه غير وجهه البهي الجميل ومع هذه التصرفات والأعمال التي تشرف عليها إيران وحرسها الثوري نجد ان الصحفيين المناهضين ضدها يتعرضون لأبشع الانتهاكات والجرائم البشعة وبطرق وأساليب لا تخطر على قلب و عقل بشر وأنهم الحوثيين قاتلهم الله مع عملائهم من مرتكبين أخطر جرائم الحروب في العصر الراهن . الزبيري وسنوات من التشرد والعذاب : يقول الشهيد محمد محمود الزبيري عن سنوات العذاب «وما كادت تقوم حركة عام 1948م وتنتكس حتى اصبت بإغمائه قطعت الصلة بيني وبين وطني وبلدي الجريح وخرجت إلى أهل الأرض فكنت أجزع حين لا أرى وطني في مسرح الزحف التاريخي للبشر ولا أرى الناس يعرفونه ولا يشهدون له وجودا إلا اسمه الأسطوري الذي تناقلته كتبهم وأقاصيص أسلافهم ومن ثم أنكروا أن له وجودا حقيقيا ولذلك كابدت المرارة الرهيبة ودخلت في نقاش مع الناس كأنني مجنون بين عقلاء أو عاقل بين المجانين « لا يوجد أحد قاوم وصارع وناهض وواجه الإمامة وتصدى لها مثل الزبيري فقد شرد وهرب من الإمامة من منطقة إلى أخرى هرب إلى عدن وعاد مرة أخرى إلى صنعاء وهرب مرة ولذلك فإذا أردت أن تتحدث عن اليمن الجمهوري فلابد أن تتحدث عن مؤسسه الزبيري وإذا تحدثت عن الإعلام والصحافة لابد من الحديث عن الزبيري وإذا أردت الحديث عن المقاومة المناهضة للتمدد الإيراني الإمامي في المنطقة العربية لابد من الحديث عن الزبيري وإذا أردت الحديث عن الوفاء والقيم والمبادئ والتسامح والطيبة والأخلاق والترفع عن الصغائر لابد من الحديث عن الزبيري وإذا أردت الحديث عن الاخوة والزمالة فلابد من الحديث عن الزبيري وإذا أردت الحديث عن الوفاء فلابد من الحديث عن الزبيري فقد جعل المندسين يستمرون في التحريض عليه والتربصات به و كل أفعال الخيانات قبل الخيانة الكبرى الاغتيال وهو يعلم بكل تحركاتهم وبكل شيء ولكنه فقط كان يتعجب و يستغرب إلى أين سوف تصل بهم ضمائرهم وهل ستنهاهم أخلاقهم وتوقفهم عن ممارستهم أم سيستمرون في الترصدات والتربص به وقال صديق باكستاني له بحسب رواية للمناضل الفسيل أن الزبيري كان يشكي وبشكل متواصل من ملاحقات وترصدات الإماميون ومندسيهم به إلى داخل باكستان وإلى أين ما ذهب وبذلك يتضح أن ثمن الوقوف مع الحق والجمهورية والتصدي للإماميون يكون غاليا جدا وقد دفع الزبيري روحه في سبيل ذلك . نقطة سوداء في تاريخ القبيلة : وفقا لروايات وأحاديث عدد من مشائخ القبائل المناصرة للجمهورية فإن اغتيال الشهيد محمد محمود الزبيري يعد نقطة سوداء مظلمة في جبين القبيلة لأن الأعمال التي تم ممارساتها ضد الزبيري من الخيانة والغدر والطعن به من الخلف واللف والحيل والدوران والسحر والشخابط وغيرها من الأعمال القذرة لا تقوم بها القبائل التي من عادتها نصرة المظلوم ونجدة الملهوف وإغاثة المنكوب والوقوف مع الوحيد المشرد المهاجر المقاوم عبر كل الأزمنة والتواريخ وتلك الأعمال المخزية التي حصلت لا تقوم بها إلا السلالة والمنتمين إلى الطائفة الغادرة الماكرين الإماميون الحوثيين المتوردين ويحسب للشاعر الجمهوري عبدالله البردوني قوله : « ان الذين قتلوا واغتالوا الزبيري ومارسوا ضده ممارسات شيطانية هؤلاء تم تشقيتهم وشرائهم بمبالغ خيالية باهظة من قبل استخبارات المركزية الإيرانية المرتبطة مع الملكيين وذلك من أجل شق الصف الجمهوري وتشوية سمعة القبيلة وتلطيخها بهذه الجريمة المروعة التي اهتزت لها الدنيا بأكملها « ناشط سياسي معاصر من العصر الراهن قال : « للأسف الشديد أن تاريخ بعض القبائل والمشايخ في الغدر بالجمهورية والوقوف إلى جانب الملكيين والحوثيين تاريخ غير مستقيم وغير سوي وهناك العديد من الدلائل والبراهين التي تؤكد ذلك ومنها بيع مشائخ الأطراف لمواقفهم ولجمهوريتهم ووقوفهم إلى جانب الحوثيين والسماح لهم بدخول صنعاء « وأضاف بالقول « العديد من مشائخ الأطواق في عمران وصنعاء وإب وذمار والبيضاء وغيرها من المحافظات استلموا مئات الملايين من الحوثيين مقابل الغدر والخيانة والفسالة بأصحابهم ومناطقهم و مقابل السماح للحوثيين بالتنكيل بالمواطنين وتعذيبهم ومقابل بيعهم للمناهضين والمقاومين لهم ومن أسوء المواقف قيام أحد مشائخ الأطواق في عمران وصنعاء بالغدر بأحد المقاومين والانتقام منه بالنيابة عن الحوثيين و الفسالة به بعد أن كان قد هرب إليه هذا المقاوم وأجبرته الظروف والملاحقات والمطاردات إلى الاحتماء والاستنجاد بهذا الشيخ الذي قام بنفس الفعلة التي قام بها قتلة الزبيري وقام بها مشائخ الاطواق في الغدر بالشعب والوطن والفسالة بهما وبيعهما للحوثيين . وأضاف الناشط السياسي بالقول « الخيانة خيانة ولا يوجد لها أي مبرر فلا يوجد أي مبرر لخيانة الزبيري وهو في منزل ذلك الشيخ ولا يوجد مبرر لخيانة ذلك المقاوم الهارب من الحوثيين وبطرق خطيرة جدا تدربوا عليها لدى الحرس الثوري الإيراني الذي كانوا يذهبون إليه لأخذ الدورات العسكرية والثقافية وفنون تعلم الغدر والخيانات أيام الملكية التي كانت استخباراتها قوية ومتينة مع إيران وتحظى بدعم ورعاية منها و تعمل لصالحها ولازالت إلى اليوم مع الحوثية التابعة للاحتلال الإيراني « هل ستصلح القبيلة غلطتها بقتل الزبيري أم ستستمر بعض القبائل كذراع وسند للإمامة الحوثية والملكية في اليمن ؟ هل ستتخلى بعض القبائل عن مناصرتها للحوثي أم ستستمر في ذلك ؟! الواجب اليوم شرعا ودينا وخلقا يستدعي من القبيلة المناصرة للحوثيين الانتفاضة ضدهم والانتصار لأبناء جلدتها وأبناء شعبها وتوجه صفعات مدوية ضد هؤلاء الحوثيين الغزاة الإيرانيين لبلادنا وتقوم بطردهم من اليمن . ان الحوثيين ليسوا بقوة ولا يوجد لهم حاضنة في اليمن لو لا وقوف بعض القبائل ومشائخها معهم وقد استخدم الحوثيين القبائل شر استخدام وعملوا على تنفيذ سياسة فرق تسد وجعلوا من بعض القبائل يدا لهم في النيل والانتقام من المقاومين المناهضين ضدهم وقاموا بشراء العديد من المشائخ بالأموال الكثيرة والمناصب وغيرها ولذلك فليس هناك من حل لتحرير البلاد من الحوثيين غير الاستمرار في المضي على نهج أبو الأحرار الزبيري حتى تحرير كل اليمن من الإمامة الحوثية الإيرانية . شعر ابو الأحرار : الشاعر محمد محمود الزبيري وكان الاستاذ الزبيري زينة رجال اليمن و(أبو الأحرار) الذي اجتمعت عليه القلوب ووثق به الناس لإخلاصه وصدقه ونزاهته وطهارته فكان يتحرك بالإسلام وللإسلام وفي سبيل الله وابتغاء مرضاته وقد نظم قصيدة بعنوان (ثورة) جاء فيها: سَجّل مكانك في التاريخ يا قلمُ فها هنا تُبعث الأجيال والأمم هنا القلوب الأبيّات التي اتّحدت هنا الحنان هنا القربى هنا الرحم هنا الشريعة من مشكاتها لمعتْ هنا العدالةُ والأخلاقُ والشيمُ هنا البراكينُ هبّت من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهمُ شعبٌ تفلّتَ من أغلال قاهره حرا فأجفل منه الظُّلْم والظُّلَمُ نبا عن السجن ثم ارتدّ يهدِمه كي لا تُكبّل فيه بعده قدمُ قد طالما عذبوه وهو مصطبرٌ وشدّ ما ظلموه وهو محتكمُ إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاما من السجان تنتقمُ إن الأنين الذي كنّا نردده سرا غدا صيحة تُصغي لها الأممُ والحق يبدأ في آهات مكتئب ٍ وينتهي بزئير ملؤهُ نقَمُ جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا في حزبه وثقوا بالله واعتصموا . وقال بعد خروجه من السجن: خرجنا من السجن شمَّ الأنوف كما تخرج الأُسد من غابها نمرّ على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها ونأبى الحياة إذا دُنّستْ بعسف الطغاةِ وإرهابها ونحتقر الحادثات الكبار إذا اعترضتنا بأتعابها ونعلم أن القضاء واقعٌ وأن الأمور بأسبابها وإن نلق حتفاً فيا حبذا المنايا تجيء لخُطَّابها . ويقول في قصيدة عنوانها (في سبيل فلسطين): ما للدماء التي تجري بساحتها هانت فما قام في إنصافنا حكم ما للظلوم الذي اشتدّتْ ضراوته في ظلمنا نتلقاه فنبتسم نرى مخالبة في جرح أمتنا تدمى ونسعى إليه اليوم نختصم يا قادة العرب والإسلام قاطبة قوموا فقد طال بعد الصبح نومكم . وفي وصف حال الشعب اليمني يقول: ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس، وفي كلماتهم آلامُ جهلٌ وأمراضٌ وظلمٌ فادحٌ ومخافةٌ ومجاعةٌ و(إمامُ) والناس بين مُكبَّلٍ في رجله قيدٌ وفي فمه البليغ لجام وفي محاربة الظلم يقول: علتْ بروحي هموم الشعب وارتفعتْ بها إلى فوق ما كنت أبغيه وخوّلتني الملايين التي قُتلتْ حق القصاص على الجلاد أُمضيه أحارب الظلم مهما كان طابعه البراق أو كيفما كانتْ أساميه جبين جنكيز تحت السوطِ أجلده ولحم نيرون بالسفود أشويه سيّان من جاء باسم الشعب يظلمه أو جاء من (إيران ) بالبغي يبغيه . إلى اللقاء مع تفاصيل اغتيال الزبيري في الجزء الرابع تابعونا
محمد علي المقري
لله ثم للتاريخ تفاصيل اغتيال الزبيري ( الجزء الثالث ) 7362