نحن نعلم كيف قضى رفيق الحريري في جريمة اغتيال هزت بيروت مع أن الرجل كان رافعة إقليمية ودولية للبنان، ونعلم أيضا كيف أجبر الحريري الابن على اعتزال السياسة وترك الساحة لأنصار إيران يعبثون بلبنان وبعروبته، وهذان المشهدان يمكن أن يطبقان على رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لخلط الأوراق، فالصراعات الداخلية والإقليمية والدولية يمكن أن تنعكس في اليمن إلى اغتيال رئيس المجلس. هناك مؤشرات كثيرة توحي بالترتيب لخلط الأوراق في اليمن والانتقال إلى مرحلة أخرى من الفوضى، فإعلان البحرية الأمريكية عن تأسيس قوة مهام جديدة مع دول حليفة للقيام بدوريات في مياه البحر الأحمر بهدف التأثير على قدرات الحوثيين في الحصول على الأسلحة يثير الكثير من الأسئلة عن الإقدام على مثل هذا العمل مع العلم أن الأسطول الأمريكي متواجد في البحر الأحمر ويقوم بهذه المهمة من قبل، ثم لماذا التأثير وليس تطبيق القرار الأممي 2216؟ ومن ضمن المؤشرات خطاب مهدي المشاط الذي روجت له عصابة الحوثي الإرهابية بأنه خطاب مهم، لكننا لم نجد في هذا الخطاب المحشو بالتهريج والكذب، سوى ترديد كلمة، الدولة ودولتنا أكثر من مرة، بما يوحي أن هناك ترتيبا ما لإعلان هذه الدولة، خصوصا إذا ما ربطنا ذلك بخرق عصابة الحوثي للهدنة والتي أشار إليها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، دون أن يدينها، إضافة إلى الحشود التي تساق إلى مأرب. المؤشرات السابقة تؤكدها تركيبة المجلس المتناقضة، وهنا يمكن لرئيس المجلس أن يجري عملية جراحية لجسد المجلس ونهجه السياسي مهما كان حجم الألم وأن يشترط بأن تكون جميع القوات الموجودة على الأرض تحت إمرته ويطلب من السعودية والإمارات أن تساعداه في إيجاد قاسم مشترك يعيد جميع المنقسمين سياسيا وولاء إلى ربوع الولاء للدولة والوطن فقط، وأن يحصن نفسه بجهاز استخباراتي يتبعه مباشرة . إن عودة المجلس إلى عدن حاجة ملحة ، لكن هل ستعود صواريخ الباتريوت مع المجلس لحمايته من الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة ، أم أن المسألة مدفوعة للتخلص منه وبالتالي التخلص من الشرعية نهائيا ، لأن قتل رئيس المجلس لن يكون قتلا لرجل ، بل قتلا لفكرة الشرعية والوحدة . أقول بوضوح ، يجب على رئيس المجلس وقد حصل على هذا الإجماع أن يحصن نفسه ، بأن تصبح جميع القوات الموجودة على الأرض تحت قيادته ، فذلك أفضل الحلول ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ليس بعده إلحاح ، هو ذلك المرتبط بموازين القوى الداخلية والخارجية ، بمعنى هل ستساعد هذه القوى الداخلية والخارجية في إعادة تركيب الشرعية ، أم ستساعد في تمزيقها ؟ ثمة حاجة في هذه المرحلة بالذات إلى توحيد الشرعية كي يعترف العالم بأنها تحكم اليمن بمؤسسات الدولة ، وهذا يوجب على رئيس المجلس أن يبذل كل ما يستطيع من أجل اليمن ومن أجل إقناع السعودية بأن ازدهار اليمن لن ينعكس سلبا على السعودية وأنه لا ضرورة إلى تغييب الدولة ، وإقناع الإمارات بأنه لا يوجد عدو لها في اليمن لمواجهته وأن العدو الحقيقي لليمن والمنطقة كلها هي عصابة الحوثي الإرهابية ، وعليها أن تنهي دعمها للمليشيات وتدعم الشرعية ، وتنسحب من سقطرى وبقية الجزر اليمنية . أخيراً، أختم بالقول ، يجب على المجلس أن يطلق أعمال مجلس المصالحة وبأقصى سرعة ، كي يتمكن هذا المجلس من سرعة إعادة الحياة إلى العاصمة المؤقتة عدن التي دمرتها المناطقية وحولتها من زهرة المدائن إلى قبضة الظلام والموت ، وكي يتمكن أيضا من توحيد الصف في مأرب لمواجهة عصابة الحوثي الإرهابية التي تعد العدة لإسقاطها في ظل المتغيرات التي تحدثنا عنها سابقا والتي تريد إرساء دعائم الفوضى بدلا عن التفاف اليمنيين حول دولتهم الواحدة .
عادل الشجاع
لا نريد للعليمي وضع الحريري الأب ولا الابن 1442