في عام ٢٠١٤ اتهمت السلطات النرويجية مواطنها أندرس ديل بارتباطه بتنظيم القاعدة ووضعته على القائمة السوداء لأخطر الإرهابيين في العالم ، وتبعتها واشنطن مباشرة واتخذت نفس الإجراء وصنفته إرهابيا عالميا .
ووفق الإعلام النرويجي كان ديل قد اعتنق الإسلام في ٢٠٠٨ وزار اليمن عدة مرات قبل أن يستقر فيها عام ٢٠١١ ، وهو تاريخ تمدد مليشيات الحوثي وتواجدها في العاصمة صنعاء في مخيمات التحريض على إسقاط النظام .
قبل فترة تناقلت وسائل إعلام دولية ووكالات تسريبات حوثية تفيد أن الحوثيين ألقوا القبض على أندرس في صنعاء ومن حينها لم نعد نسمع عن هذا الإرهابي العالمي الخطير شيئا وكأن المهمة التي كانت تريدها واشنطن قد انتهت .
تهمة أندرس ديل أو كما يسميه الحوثيون أندرسكا دالي أنه يصنع المفخخات وقد جعلت منه واشنطن إرهابيا عالميا وهو فرد ، لكنها ترفض إدراج الحوثيين الذين جعلوا من شعار الموت لأمريكا حصة يومية وتقوم بصناعة الصواريخ والطيران المسير وملايين الألغام وهي مليشيا مسلحة تتخذ العنف وسيلة .
نخلص مما سبق ، أن واشنطن مارست جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن تحت ذريعة مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن وتعتبره يشكل تهديدا لأمنها القومي وتتعامى عن الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه جماعة الحوثي في حق اليمنيين ودول الجوار لأنها شريكتها في الإرهاب ضد الآخرين .
تراهن واشنطن على أن ذاكرة اليمنيين تشبه ذاكرة السمك في النسيان ، لكن ذلك لن يكون ، فنحن سنفتح هذه القضية وسنلاحقها في المحاكم الدولية وقبل ذلك في المحاكم الأمريكية من خلال الأمريكيين من أصول يمنية ومن خلال الأمريكيين الذين يناضلوا من أجل الإنسانية وحريتها ، والسؤال الذي يفضح واشنطن ، إذا كان أندرس إرهابيا حقيقيا ، فلماذا ذهب إلى اليمن ولم يذهب إلى سوريا التي تقاطر إليها المتطرفون من كل أنحاء العالم ، ولماذا ظل مختفيا في اليمن طوال كل هذه المدة دون القيام بعمليات ضد الحوثيين ؟ ألا يدل ذلك على أن أمريكا والحوثيين وجهين لإرهاب واحد ؟