مما لاشك فيه ولا ريب أن ما تتعرض له تعز من حصار يندرج في إطار العقوبات الجماعية ويندرج تحت جرائم الحرب الموصوفة في معاهدة جنيف وميثاق روما كونها تعتدي على حقوق المواطنين في الحركة بحرية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، ماذا تفعل قوات طارق والانتقالي وقوات أبو زرعة ، ألم يتشكل المجلس الرئاسي لتحقيق السلام سلما أو حربا مع عصابة الحوثي ؟
لماذا لا يتوقف المجلس الرئاسي ولو مؤقتا عن الحوارات المزيفة التي يحاول التحالف تسويقها مع الأمم المتحدة ويتحلل قليلا من وطأة التصريحات والدعايات الصادرة عن المبعوث الأممي ووضعها جانبا ويستعيد المشهد الإنساني وينظر كيف تستباح أدمية الإنسان في تعز ؟
ألم يقل لنا طارق صالح بأن سلاح قواته موجه إلى صدر عصابة الحوثي الإرهابية ، ومثله قال لنا عيدروس الزبيدي وكذلك أبو زرعة الذي حرك عمالقته من الحديدة إلى شبوة زاعما أن طريقه ووجهته تحرير الجوبة في مأرب ، ومن حينها وقواته ظلت طريقها إلى هناك ؟
أتساءل ويتساءل الكثيرون معي فيما إذا كان المجلس الرئاسي مازال يعتقد أن ثمة 5 مليون إنسان يعيشون في تعز هم بشر ولهم الحق في الحد الأدنى من الحياة ، أم أن امتلاكهم لإنسانيتهم يجعلهم يسقطون في لعبة الرهانات السياسية ؟
ما هو أشد إيلاما من هذا وذاك تلك السياسة البشعة التي ترهن حياة جميع التعزيين للعبة شد الحبل بين عصابة الحوثي وتحالف دعم الشرعية ، فتغلق تعز بتلك الطريقة وتغرق في الظلام الدامس والنفايات القاتلة للبيئة والمياه والهواء وكأن أرواح 5 مليون إنسان مربوطة بحبل بيد عصابة الحوثي تشده متى تشاء وكيفما تشاء .
هل هناك أبشع من هذه الجريمة التي تمارسها عصابة الحوثي ؟ الجواب نعم ، هنالك ماهو أبشع ، إنها جريمة التخاذل التي ترتكبها الشرعية والتحالف ، فإذا كانت الشرعية قد استدعت التحالف لنصرتها من الانقلابيين ، وبعد سبع سنوات من الحرب ، أثبت التحالف بما يملكه من طائرات وصواريخ وبوارج حربية غير قادر على مواجهة الطائرات الكرتونية الحوثية ، فيجب إعفاؤه من مهمته .
من يذبح تعز واليمن هو التحالف والأمم المتحدة الذين أصروا على عدم هزيمة الحوثي في الحديدة واستجابوا لمطالبه في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وهذا حق للمواطنين ، لكنهم في المقابل يصرون على بقاء تعز محاصرة ومطارها مغلق ، فكفى كذبا وتلاعبا باليمنيين وآدميتهم .
لو كنت محافظا لتعز لمضيت ومعي أبناء تعز في مسيرة مليونية نحو الحواجز نقتلعها ونجعل العالم يشهد بأم عينيه بأن تعز تستحق الحياة مثلها مثل مدن العالم المدنية ، وسأدعو رئيس مجلس الرئاسة ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء للمشاركة بمسيرة اقتلاع الطربال ، فلربما أنهم نسوا أنهم من تعز .