خلص اجتماع الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي بتاريخ ٢٢ / ٦ / ٢٠٢٢، برئاسة اللواء أحمد بن بريك إلى تشكيل خلية لتصفية الشخصيات المعارضة للمجلس الانتقالي وورد اسم طارق عفاش بوصفه واحد من الشخصيات التي لديها تاريخ من العداء للجنوب والجنوبيين، كما ورد في محضر الاجتماع، كما أوصى بطرد حكومة معين عبد الملك وطرد عناصر في المجلس الرئاسي لها تاريخ من العداء للجنوب على حد تعبير المجتمعين .
ما لفت انتباهي، هو التركيز على رئيس المجلس السياسي لما تسمى بقوات الساحل ، عضو المجلس الرئاسي طارق صالح ، فهو نشأ وترعرع في كنف أبو ظبي ، مثله مثل المجلس الانتقالي ، فلماذا هذا العداء ، ولماذا يصنف طارق صالح بوصفه العدو الأول للمجلس الانتقالي ؟ الإجابة واضحة ، إنهم يتنافسون على الخرفنة والتيسنة ويتحركون كدمى رثة في مسرح الدمى ، إنهم بدعة هذا العصر ، لأن اليمن عبر تاريخه لم تتشكل دمى تقبل بأن تكون لعبة بيد دول عظمى ، كبريطانيا يوم كانت لا تغييب عنها الشمس ، ولم نسمع عن دمى في عهد الاتحاد السوفيتي الذي كانت أساطيله تملأ نصف الكرة الأرضية ، فقد كان اليمنيون يتعاملون مع هذه الدول تعامل الند للند ، واليوم نحن أمام دمى تحركها أصابع محمد بن زايد ، فتقع على بعضها البعض .
وقد وردتني رسالة من صديق يعمل أستاذا في جامعة عدن ، قال فيها بعد أن قرأ محضر اجتماع الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي : أشعر بالغثيان في كل حديث يدعو فيه الانتقالي إلى وحدة الصف الجنوبي ، لأن ذلك الستار كان يستخدمه المجلس لكي يصنع عدو مفترض ، ولما غاب ذلك العدو ظهر الصف الجنوبي عاريا قبيحا كما هو الانتقالي عاري وقبيح ، فقد رأينا الجنوبي في عهده سجانا لدى الإمارات وقاتلا لرجال الدين على أبواب المساجد ومدمرا لدولته لمصلحة الإمارات وداعيا للنفير ضد أهله ومنتهكا للبيوت وحرماتها .
وأضاف، كلما تعالت أصوات الدعوة إلى المصالحة ، كلما أيقنت أن هناك تحضيرا لمهرجان دم في الطريق ، وكلما ظل الانتقالي مختطفا لمؤسسات الدولة ومختطفا لإرادة الناس بقوة السلاح الممنوح له من أبو ظبي فإن حنفية الدم ستظل مفتوحة ، طالما مشروع القرية فوق مشروع الدولة .
واستمر أستاذ الجامعة في الحديث عن أبو ظبي وجرائمها المتعددة التي ارتكبتها في حق الجيش الوطني واتهامه بالإرهاب في ظل صمت الشرعية برئيسها ونائبه وأحزابها والبرلمان والحكومة ، فقد شجعها ذلك في احتلال الجزر والموانئ وإنشاء المليشيات وتسليحها ودعمها في معاداة السلطة الشرعية ودعوتها للانفصال وتقسيم اليمن علانية وإنشاء عشرات السجون السرية وتحويل المرافق الخدمية إلى ثكنات عسكرية وضرب العملة الوطنية واستهداف الشخصية الدولية للدولة اليمنية وهوية شعبها وتوظيفها للعديد من الساقطين في وسائل الإعلام ، كي يضخوا الحقد والكراهية ضد كل يمني متمسك بوطنه وهويته ويحقرون الوحدة والسيادة الوطنية .
واختتم رسالته بمطالبة رئيس المجلس الرئاسي أن يقوم بدوره كرئيس
يدافع عن الوطن وعن حياة المواطن الخاصة وعن سيادة القانون ويرعى سيادة الشعب من العبث به من قبل عصابة خارجة على القانون
ومصادرة لشخصية الدولة اليمنية التي مازالت حاضرة في كل المحافل والأروقة الدولية باسم الجمهورية اليمنية ، وأن السكوت على ذلك يعد خيانة عظمى يحاسب عليها الدستور والقانون وعلى الرئيس بوصفه رئيس الدولة ورئيس السلطة التنفيذية أن يقوم بواجبه نحو الشعب والوطن .