سيقول قائل، لماذا التركيز على المجلس الانتقالي تحديدا، وللإجابة على ذلك، أقول: إن المجلس الانتقالي عطل عدن كعاصمة مؤقتة لليمنيين ، وجعل الأراضي المحررة دون قيمة وشتت جهود الشرعية في مواجهة عصابة الحوثي الإرهابية ، وعطل مؤسسات الدولة في أن تقوم بواجبها تجاه المواطنين وغاب في مشهد السلام وحضر في مشهد التدمير والقتل والخراب والفوضى .
بعد كل هذا التاريخ السياسي الأسود للانتقالي المليء بالخيانة ، صار من الواجب الوطني ومن أجل مصالح البلد إبعاد الانتقالي عن السلطة ومنعهم من تسلم المناصب العليا وتطبيق الحجر السياسي عليهم ، فقد أثبتت قيادات الانتقالي بالتجربة أنها لا تصلح للسلطة ، تجد في أعماقها كراهية للوطن وأغلبهم لا يفرقون بين كراهية النظم السياسية والدولة .
حولوا الجنوب كله إلى مستعمرة إماراتية ، وأنا هنا أتحدث عن النشاط السياسي للانتقالي فقط مع كامل الاحترام لباقي شئون حياتهم وأرجو أن تكون مقالتي هذه محفزة للآخرين في تخطي انتماءاتهم المناطقية والارتقاء إلى مستوى الانتماء الوطني ووضع مصالح اليمن أولا ، فقد كانوا بالأمس يحملون سلطة هادي ونائبه مسؤولية التقصير ، وهاهم اليوم يقودون سلطة جديدة ويتواجدون في أعلى هرمها ، لكنهم مازالوا يتعاملون مع الوطن كأنه ضيعة خاصة وليس جغرافيا تخص اليمنيين جميعا .
وأنا هنا أكتب بوصفي يمني تحتل عندي مصالح اليمن أولا فوق الانتماءات الضيقة وفوق مشاعر التعصب والعدوانية والكراهية التي يضخها الانتقالي ويحولها إلى قيم يدافع عنها، فمنذ أن صنعت الإمارات هذه النبتة الخبيثة بموازاة ما صنعته إيران في الشمال واليمن في مشكلة سياسية مزمنة تسببت في تعطيل وتخريب البلد نتيجة الجهل وضعف المشاعر الوطنية إضافة إلى العمالة للإمارات .
فقد استهل الانتقالي ممارساته المعطلة للدولة بأحداث الشغب عام ٢٠١٧، وارتكب قسم من الانتقالي جريمة الخيانة العظمى عندما حملوا السلاح وقاتلوا وطنهم وهاجموا معسكرات الدولة وأجهزتها الأمنية ، أولئك الخونة بعضهم اليوم في مراكز السلطة باسم الجمهورية اليمنية ومع ذلك مازالوا يضخون الكراهية ضد اليمن .
وهنا أقول ، يجب على السلطة الشرعية أن تدافع عن البلد وعن استقراره ضد جموع الجهلة الذين ليس لديهم أي مشروع سياسي وطني سوى الشعارات المناطقية والشعور الجمعي بالتبعية لأبو ظبي ، ومازال يواصل جرائمه وخيانته وتحريضه على كل ما هو وطني ، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في محضر اجتماع الجمعية الوطنية وكذلك في التقرير الذي رفعه رئيس لجنة الهيكلة هيثم طاهر للزبيدي يقول فيه أن اللجنة قد أنجزت الشيء الكثير ، مع العلم أن اللجنة لم تجتمع أصلا .
وأنا حينما أطالب بالحجر السياسي على هؤلاء ، كونهم لن يصغوا لصوت العقل والضمير لأنه لا يوجد لديهم مشروع وطني ، ولو كانوا كذلك لا اعتبرناهم معارضة مثلهم مثل أي معارضة في العالم التي لا تقف ضد أوطانها ولا تؤسس مليشيات تخضع دولها لدولة أجنبية كما هو حاصل لدى الانتقالي وهذا بحد ذاته يكشف الخيانة بأبشع صورها ويكشف بأنهم لم يكونوا يحاربوا الشرعية لأنها قصرت في إدارة البلد ، بل لأنهم يريدون إخضاع اليمن للإمارات .
كان الناس سيصمتون لو أنهم جعلوا من عدن كدبي وأوجدوا الكهرباء والمياه والخدمات الأخرى ، لكنهم حولوا ميناء عدن إلى مخازن خلفية لميناء رأس علي وحولوا منشأة بلحاف ومطار الريان إلى ثكنات عسكرية وحرموا اليمن من أكثر من ٧٠ مليار دولار دخل هذه المنشآت ، وفوق هذا كله ينكرون أن اليمن أمة واحدة وأصبح ولاءهم لأبو ظبي عقيدة ، لهذا يجب تفعيل قانون الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الأجنبية ، فمن غير المنطق أن تصمت الدولة وتتحدث المليشيات الانقلابية .