;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

إلى الدكتور أحمد عبيد بن دغر وحصنه الأخير 1038

2022-07-20 08:41:30

طالعت رسالة رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر تحت عنوان :

لا تهدموا الحصن الأخير ، قال فيها ، أسرف وفجر البعض في نقده إلى الحدود الأبعد من منطلق الخصومة السياسية وأحيانا الشخصية ، ودعا النقاد إلى تقدير كل الظروف المحيطة بالشرعية والتمسك بالمجلس القيادي الرئاسي باعتباره آخر قلاع شرعية سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم ، واعتبر المجلس أداتنا لاستعادة الدولة ووسيلتنا في استمرار الدعم العربي والإقليمي والدولي لقضيتنا العادلة في مواجهة الحوثي وإيران ، والدكتور أحمد يعرف معزته عندي ومعزة الكثير من اليمنيين ، لذلك أنا على يقين بأنه سيأخذ نقدي هذا على أنه نقد يبني الحصن الأخير ولا يهدمه ويعبر عن الملايين من الشعب اليمني الذين يتطلعون إلى استعادة جميع حصونهم المكونة لدولتهم على الأرض ولم تعد تغريهم التبريرات .

أزعم أن الإسراف في نقد المجلس الرئاسي، ليس هو الذي يهدم بنيانه 

فالذي يهدم بنيان المجلس الرئاسي هو تركيبته الميليشاوية التي تأتمر بأمر السعودية والإمارات ولا تأتمر بأمر رئيس المجلس، مما جعل الآخرين يستخفون به، فما أورده الدكتور بن دغر يفتقد للشجاعة في قول الحقيقة ويكرس الموقف الرسمي الذي يراوح في مكانه ويعيد إنتاج الخطاب المعاد مرارا وتكرارا بالرغم من إدراك بن دغر بأن هذا الخطاب فقد قيمته لدى الشارع اليمني الذي سمع الكلمات نفسها والنتيجة أن الشرعية تتراجع كل يوم وتكاد تصل إلى طريق مسدود 

وكأنه أصبح استعادة الدولة أمر من الماضي في ظل الانهيارات الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر وانتشار الفساد والمحسوبيات والعنف الداخلي وأصبحت صنعاء في مراحلها الأخيرة من التشيع وعدن في مراحلها الأخيرة من الانفصال .

shape3

كل يوم يمر والناس يفقدون الأمل بشرعيتهم وهم غير ملامين في ذلك ، فهم يشاهدون الوضع الإقليمي في غالبه يتجه نحو التخلي عن الشرعية ويرون أن المفاوضات السرية مع عصابة الحوثي الإرهابية ، بدأت تأخذ طابعها العلني وبدون شروط حتى لحفظ ماء الوجه ، ويشاهدون مجلس النواب ومجلس الشورى وكأن على رؤوسهم الطير أو كأنهما أداة من أدوات السعودية والإمارات ، وفي مثل هذه الأوضاع العسيرة والخراب الشامل ليس المطلوب مراجعة النقد ، بل مراجعة الخطاب الرسمي الذي لا يمر يوما إلا ونسمعه يردد مقولة : نطالب المجتمع الدولي ، والمجتمع الدولي لن يقوم بدور منوط بنا نحن اليمنيين القيام به .

إن الخطر على المجلس يا دكتور لا يأتي من نقد يحترق ألما على الدولة التي ألقيت في هوة سحيقة، بل يأتي من قبل مجلس النواب ومجلس الشورى اللذان لم يقوما بدورهما التشريعي والرقابي أولا، ومن الازدواجية الموجودة داخل المجلس الرئاسي ثانيا ، فهل مقال على صفحة الفيسبوك يشكل خطرا على المجلس أكثر من خطر من يرفع علم الانفصال وهو يعمل باسم الشرعية ، أو من يمتلك مليشيا مسلحة يديرها لحماية أمن من يحتل أرض يمنية ويرفض التوجه إلى أرض المعركة لمواجهة عصابة الحوثي الإرهابية ؟

أنت تعلم يا دكتور أن الدولة تقوم بأربعة شروط حددها القانون الدولي : شعب وأرض وسلطة شرعية واعتراف دولي ، فالشعب مختطف والسلطة الشرعية قتلتها أنت وسلطان البركاني وعطلتما المجلسين والأرض محتلة والمجتمع الدولي لم يعترف بالمجلس في قمة جدة ، فالشروط الأربعة لم تعد متوفرة لوضعنا الحالي ، فلا الأمن بأيدينا ولا سيادة لنا ولا حدود وحتى الحصول على سلاح غير متاح والتجارة والدخول والخروج بيد السعودية والإمارات ، فكيف تلوم من يتوجع من الألم ؟

إن نقطة البداية في التعامل مع الوضع الحالي ، هي إعادة القضية إلى جوهرها الصحيح : قضية استعادة الدولة من خاطفيها ووضع مشروع مشترك من مجلس النواب والشورى يحدد ما على مجلس القيادة القيام به وماهي الأهداف التي على السعودية والإمارات تنفيذها وأن تطوفوا بهذا المشروع دول العالم والمحافل الدولية لنصرة اليمن واستعادة دولة عمرها يزيد عن سبعة آلاف سنة وإذا لم تستجب السعودية والإمارات لتنفيذ الأهداف المعلنة في السادس والعشرين من مارس ٢٠١٥، فيجب إعفاؤهما من هذه المهمة ومغادرة الأرض اليمنية وإطلاق ثقافة المقاومة بمعناها الشامل ضد المشروع الإيراني الذي يمارس نظام الفصل العنصري وسنرى كل شرفاء العالم يلتفون حول النضال اليمني العادل والحضاري الشامل ، الذي يعمل على بناء دولة الحق والعدل والمساواة والديمقراطية لكل سكان اليمن بدون تمييز قائم على عرق أو حزب أو منطقة .

دعني أقول لك وبكل صراحة ، بأن ما يضعف مجلس القيادة ليس النقد حتى لو كان فيه شطط ، إن ما يضعف المجلس هو تركيبته غير الوطنية وصمت مجلس النواب والشورى ووجود حكومة مثقلة بالفساد الذي اشتكت منه السماوات والأرض ولم يشكو منه مجلس النواب والشورى ووجود سلك دبلوماسي لا علاقة له بالدبلوماسية ولم يعمل من أجل اليمن منذ ثمان سنوات ، إن الله لن يغير من مجلس القيادة اليمني ، حتى يغير مجلس النواب ومجلس الشورى من دورهما بما يخدم المجلس والوطن وحتى تتغير الحكومة الحالية ويتغير السلك الدبلوماسي بدبلوماسيين يتبعون الوطن وليس الأحزاب والمناطق والضمان الاجتماعي ، فحينما نسمع عن تشكيل لجنة من النواب والشورى لدراسة أسباب انهيار الجبهات والاقتصاد وأسباب تراجع السعودية والإمارات عن الأهداف المعلنة ، حينها سيختفي النقد أمام أفعالكم وستظهر الودائع المخفية وسيتراجع دور آل جابر وسيظهر دور الدكتور رشاد العليمي ، وجميعنا مع دور الدكتور رشاد وضد تدخل آل جابر ، فهل أنتم فاعلون ؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد