أكثر من نصف مليون قتيل حتى الآن وضعفهم جرحى ، وملايين المشردين والمهجرين قسرا ، في نكبة لم يشهد لها التاريخ مثيل ، كونها لا تجري على يد محتل ، بل على يد عصابة تدعي أنها تملك وصية إلهية في استعباد الشعب اليمني ، وعلى يد من زعم أنه جاء ليحرر الشعب اليمني من هذه العصابة .
تشهد اليمن حرب استئصال من الوجود ولم تشبع عصابة الحوثي الإرهابية بعد من سفك الدماء ولم تضع في اعتبارها أي قيمة أو أخلاق لحياة الناس ، سحقت الشعب اليمني ودمرت كل شيء يمت للحياة بصلة ، حتى تفوقت في جرائمها على جرائم الصهيونية في فلسطين .
هكذا هو سلوك عصابات إيران ومرتزقتها ومليشياتها أينما وجدت ، تزرع الموت وتوزعه على كل بيت ، ساعدها على ذلك سلوك السعودية والإمارات في زرع مليشيات جديدة أعاقت استرجاع مؤسسات الدولة واستكملت محور الدم والشر وثقافة الموت ، محور لا يؤمن بالإنسان ولا بالقيم ، الإنسان عندهم مجرد تابع ، ليس من حقه أن يقول لا ، يستكثرون عليه أنهم تركوه يتنفس ، يحشدون الناس إلى حروبهم الخاصة ولا يهمهم من عاش أو مات ، المهم يعيشون هم حتى لو قتل الشعب اليمني كله .
من سينسى يوما من اليمنيين ما تفعله بهم عصابة الحوثي الإرهابية والسعودية والإمارات ؟ ومن سيقبل من اليمنيين يوما أن تظل هذه العصابة أو تظل السعودية والإمارات متحكمتان بالقرار اليمني ؟ لقد أسست هذه الأطراف لأكبر حالة عداء في التاريخ بين الشعب اليمني وأدعياء الحق الإلهي أو أدعياء دعم الشرعية .
أما أمريكا فقد كشفت عن وجهها القبيح في دعمها لهذه العصابة واستماتتها في الحصول على هدنة كي تمكنها من استعادة الحشد والتجنيد لتعويض ما فقدته في معاركها في مأرب التي ابتلعت إفك هذه العصابة ، وقد عبرت هذه العصابة عن ذلك في رقصة الموت الأخيرة التي ظهر بها المستعرضون وهم يؤدون ولاء العبودية لجرذ فلت من أحد جحور التاريخ .
كل ما سبق ذكره ، يصبح مقبولا ، كون هذه الأطراف تحقق مصالحها ، لكن ما ليس مقبولا هو تخاذل قيادات الأحزاب السياسية اليمنية الذين أصبحوا موتى لا قدرة لديهم على الرفض أو المقاومة ، فقط يأخذون أوامرهم من عصابة الحوثي الإرهابية أو من السعودية والإمارات
تلفع البعض بالجبن ومارس الصمت والبعض الآخر تواطأ وقبل بالعبودية هنا وهناك .
ترك هؤلاء الشرعية تفلت من بين أيديهم وتحولوا إلى كائنات مشلولة وامتنعوا عن اتخاذ قرارات كانت كفيلة بإيقاف حمامات الدماء وإنقاذ اليمن واليمنيين من هذه المحرقة ، ولم يبق أمام اليمنيين المؤمنين بحقهم الوطني سوى قيادة حرب العصابات كما فعل ثوار العالم أجمع ، فلم يعد هناك تعويل على أحد ، فالجميع آوى إلى مصالحه وترك الشعب اليمني يأكل الفقر ويشرب الموت .
