انقطعت أخبار رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس منذ أن ذهبوا إلى الرياض ولا يملك المواطن اليمني أي معلومات عن قياداته المحتجزة في المملكة ، صحيح أن هناك لقاءات يجريها رئيس المجلس مع بعض السفراء ، لكنها على ما يبدو لقاءات لتضليل الرأي العام حول حرية الدكتور رشاد العليمي وبقية أعضاء المجلس .
أقدمت القيادة السعودية على اختيار مجلس قيادة نيابة عن اليمنيين متذرعة بحجة عدم كفاءة الرئيس هادي الذي خضع للإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات وما زال رهينة حتى بعد تجريده من سلطته، وها هي اليوم تقدم على نفس الفعل مع رئيس المجلس وأعضائه وتمنع عودتهم إلى اليمن، لكي تعطي فرصة للمشاريع الطائفية والمناطقية أن تؤدي دورها على حساب الشرعية والدولة اليمنية .
تعاني اليمن بسبب السعودية وتدفع الثمن مرتين، مرة بسبب السياسة السعودية القائمة على الاستتباع، ومرة بسبب كراهية العالم للسعودية، التي لا تريد أن تسمع صوتا غير صوت مصالحها ولا تريد أن تعترف بمصالح الآخرين المساوية لمصالحها .
إن احتجاز قيادات مجلس القيادة ليس بالجديد، كما قلنا، فقد سبق وأن احتجزت الرئيس هادي من قبل، وكلما اتخذ أيا من اليمنيين موقفا يحفظ له كرامته، أقدمت القيادة السعودية على اعتقاله ولم تتعلم أن مثل هذا الأمر لا يجدي بل يعزز من توجه اليمنيين إلى خيارات أخرى .
لقد حرصت اليمن عبر تاريخها على أن تقوم علاقاتها مع السعودية على الاحترام، فلا نهددهم ولا نقبل أن يهددوننا، هكذا كانت طبيعة علاقاتنا منذ مطلع السبعينات واليمن الجمهوري لا يقبل أن يكون على يمين أي بلد أو على شماله، فاليمن لها مكانتها التي تستمدها من استقلالها الوطني ولا يقبل اليمنيون أن يسيروا اليوم ضمن سياسة القطيع ، فكما للمملكة مصالحها كذلك لليمن مصالحها وهي فوق كل اعتبار ، وعودة رئيس المجلس وأعضاء المجلس ضرورة تتجاوز كل الضرورات .