في اجتماعها الأخير برئاسة الدكتور معين عبد الملك، دعت الحكومة إلى جهوزية القوات المسلحة لمواجهة تطورات محتملة ناتجة عن عدم تجديد الهدنة، في تطور لافت للأنظار أثار العديد من التساؤلات عن مدى جهوزية الحكومة والسلطة الشرعية للذهاب نحو تصعيد عسكري محتمل مع الحوثيين ..
يأتي بيان الحكومة بعد يوم على عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إلى عدن .
غير أنني لا أظن أن تلويح الحكومة بالتصعيد العسكري واقعياً، فالأمر في تقديري لا يعدو كونه مناورة، والسبب هو أن التصعيد العسكري ليس أمراً تقرره الحكومة وتتكفل برفده بالإمكانيات، بل يتعلق أكثر بالتحالف الذي يصادر منذ أكثر من سبع سنوات القرار السيادي لليمن .
لكن دعونا نلقي نظرة على الظروف التي عاد خلالها رئيس المجلس الرئاسي إلى عدن، فقد عاد بدون عضو المجلس عيدروس الزبيدي الذي يتصرف كما لو كان رئيسا للدولة الجنوبية التي لم تستعاد بعد، بالنظر إلى المعطيات الموضوعية التي جعلت المجلس الانتقالي برئاسة الزبيدي يتفرد بالسيطرة العسكرية والأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، بدعم كامل من التحالف .
ولم يتوافد إلى المدينة بقية أعضاء المجلس الرئاسي، والأهم من هذا كله ما تناقلته الصحافة ووسائل الإعلام بشأن وصول قوات إماراتية إلى قصر معاشيق لحماية موقع القصر والرئيس وأعضاء مجلس القيادة .
هذا التطور بقدر ما يشير إلى أن المجلس الانتقالي سيفقد ميزة التحكم المطلق بأنفاس رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي ، إلا أنه يشير إلى نية التحالف إبقاء المجلس الرئاسي في حالة عدم استقرار ورهن خلافات يتم التحكم بها بشكل كامل من جانب التحالف، لتبدو مهمة قوات التحالف الجديدة في معاشيق هي حفظ السلام في حرم القصر لا أكثر ولا أقل .
لقد أخذنا العديد من العبر من مواقف وسلوك قوات التحالف بعدن والتي لطالما شهدت جولات من الحروب والصراعات بين قوات الشرعية والانفصاليين وان توفر أية ضمانات لمنع وقوع تلك الصرعات ولم تسمح بمعالجات حقيقية لتجاوز آثار الصراع .
لست على يقين من أن الحكومة جاهزة لخوض مواجهات ضد الحوثيين في وقت لم تستطع هذه القوات تأمين قصر معاشيق .
لطالما وقف المجلس الانتقالي حجر عثرة أمام تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، وتعنت في تنفيذه، لكنه في الوقت نفسه لا يكف بتطبيقه لمواصلة الاستحواذ على بقية المحافظات الجنوبية والشرقية عبر التعيينات التي تضمن وصول شخصيات تابعة له إلى مواقع مؤثرة في صنع القراً .
وتأسيساً على ما سبق فإن اليمن يدخل للأسف مرحلة من الغموض وعدم اليقين، بشأن كفاءة مجلس القيادة الرئاسي ودوره، وجدية التحالف في الوصول باليمن إلى مرحلة السلام والاستقرار .