أليست المرتبات استحقاقات للموظفين وغير قابلة للتفاوض عليها ولا يحق لأي كان المساس بها، فلماذا توقفت الشرعية عن دفعها، خاصة وأنها مرتبطة بموظفي ما قبل ٢٠١٤، والشرعية قائمة على ما قبل هذا التاريخ، فلماذا ذهبت الشرعية وراء الفخ الذي نصبته الأمم المتحدة للتفاوض حول المرتبات وترك التفاوض حول الدولة وعلاقتها بشعبها وجيرانها والمجتمع الدولي؟
ولماذا لا تقدم الشرعية على تحويل المرتبات لمستحقيها، بدلا من انتظار موافقة الحوثيين على ذلك؟
لقد ارتكبت الشرعية مخالفة دستورية وقانونية بحرمان الموظفين من مرتباتهم وخالفت أبسط القواعد الوطنية وكسرت الداخل المعنوي وخربت الكثير من البيوت ودفعت بالكثيرين إلى الالتحاق بالجبهات أو الدفع بأبنائهم بحثا عن سلة غذائية هنا أو هناك وصورت الحوثيين بأنهم هم من يطالب بالمرتبات، خاصة بعد تصريح وزير الإعلام في الشرعية، بأنهم جاهزون لصرف المرتبات، لكن الحوثيين يعرقلون ذلك
فإذا كنتم تستأذنون الحوثيين في صرف مرتبات الناس، فعلى أي أساس صنفهم مجلس الدفاع الأعلى كجماعة إرهابية؟
كنت قد أشرت في إحدى مقالاتي إلى الطريقة الخاطئة التي أديرت بها المعركة من قبل الشرعية والتحالف مع هذه العصابة والتعامل معها كجماعة انقلابية وليست جماعة إرهابية، فسقط التحالف والشرعية في مواجهة جرائمها بالشجب والإدانة والاستنكار، وأنه إذا لم يتم التعامل معها على أنها عصابة إرهابية فإن معركتنا ستكون خاسرة، وحسنا فعل مجلس الدفاع الوطني حينما أقدم على تصنيفها جماعة إرهابية، لكن هذا التصنيف يحتاج إلى خطوات عملية وعدم الاكتفاء بالقول دون الفعل .
الخطوات العملية التي يجب أن تصاحب قرار التصنيف ، أولا أن يقتنع الدكتور رشاد العليمي بأنه أصبح رئيسا لكل اليمنيين وعليه أن يتصرف كرئيس للجمهورية اليمنية وليس كضيف في المعاشيق تحت حماية عيدروس الزبيدي ، وعليه أن يدرك معنى الدولة وواجباتها ، والخطوة الثانية ، يقوم بتكليف طارق صالح بإدارة المعركة في الحديدة وتحريرها وتكليف عيدروس بإدارة المعركة في الضالع ولحج ومعه المزروعي وتكليف سلطان العرادة بتحرير مأرب وعثمان مجلي بتحرير صعدة وجميعهم يعملون تحت قيادته وفي غرفة عمليات موحدة ، أما الخطوة الثالثة فيطلب من السعودية وقف كافة المفاوضات مع الحوثيين ويطلب من سلطنة عمان القبض على قيادات الحوثيين الذين يتواجدون على أراضيها وتسليمهم لسلطات الشرعية كونهم إرهابيين ، وإلا كيف نطلب من المواطن اليمني عدم التعامل مع الحوثيين ونترك السعودية وعمان يتفاوضون معهم ويقبلونهم على أراضيهم ويسمحون لهم بممارسة نشاطهم السياسي ، وقبل هذا وذاك يجب رفع علم الجمهورية اليمنية في مؤسسات الدولة وأولها المعاشيق فكيف بعصابة إرهابية تتمسك بالعلم الذي يمثل الشرعية ، بينما الشرعية لا تستطيع رفع العلم الذي يمثلها في الأمم المتحدة وبقية المحافل الدولية ؟.