;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

هل يستطيع مجلس القيادة الرئاسي أن يستعيد إرادته المسلوبة؟ 803

2022-10-26 01:28:59

إن عدم الاتفاق على المشروع الوطني داخل مجلس القيادة، يعد أخطر ما تواجهه الشرعية، فمن غير المنطقي أن ترفرف أعلام الانفصال من مطار عدن الدولي إلى قصر المعاشيق الذي يتواجد فيه المجلس الذي أنشئ كامتداد للشرعية ومعبرا عنها، يذهلك تمسك رئيس المجلس بعيدروس الزبيدي رغم ممارسته العمل كشركة أمنية لصالح الإمارات، ويذهلك تمسك المجلس بالتحالف رغم تجريف التحالف للدولة ومؤسساتها، ويذهلك تقديم التنازلات على حساب الشعب اليمني وعلى حساب أمنه السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

بعد ثمان سنوات من الحرب يتضح جليا أن السعودية والإمارات لم تجلبا شيئا إيجابيا للشرعية بشكل خاص ولليمنيين بشكل عام، وهذا يعني أنهما غير راغبتين مطلقا في تحقيق الأهداف التي رفعت في بداية الحرب، وبالنسبة للمواطن اليمني العادي أصبحت هذه الأهداف منزوعة من سياقها خاصة وأنهما اتجها في الحرب جنوبا وترك الحوثي يصادر الدولة شمالا والتمسك بسلطة منزوعة القرار لصالح المليشيات التي مازالت تعمل خارج سياق الدولة بالرغم من أن قيادات هذه المليشيات تعمل ضمن مجلس القيادة الرئاسي .

وقد حرصت السعودية والإمارات على ترك رئيس مجلس القيادة يواجه جملة من المشكلات الجسيمة ، أول هذه المشكلات حسب قراءتي هي عجزه في إعادة هيكلة المليشيات في مؤسسة واحدة بما يساعد على تعزيز وحدة القرار ، فطالما ظلت المليشيات تعمل بصورة منفصلة ومتنافسة بنفس الوقت ، فإن العجز سيظل قائما ، وثاني هذه المشكلات ، تتمثل في نقص الموارد المالية التي من شأنها التخفيف من أعباء المعيشة ، فنقص الموارد والتحكم بها من قبل السعودية والإمارات سيكون سببا رئيسيا في فشل العليمي ، أما ثالث هذه المشكلات ، فيتمثل في التحديات التي تحيط بقضية الوحدة الوطنية ، وارتفاع منسوب الهويات المحلية والمناطقية .

يضاف إلى ما سبق أن العليمي قمع نفسه كرئيس وتنازل عن دوره، مما جعله في مواجهة نقص الخبرة والنزق السياسي لدى الانتقالي، مما جعل تقيمه لردود الفعل على ممارسة دوره كرئيس مبالغ فيه إلى حد كبير، وهو ما يظهر جليا في الإبقاء على الحكومة العاجزة وعلى السلك الدبلوماسي صاحب الارتباطات الملتبسة، فلا يوجد ما يؤذي أي مجتمع أكثر من وضع الفاشلين والحاقدين على رأسه .

أخلص إلى القول ، إذا لم تدرك جميع قيادات المليشيات المنضوية في مجلس القيادة الرئاسي بأن الصراع في اليمن هو صراع دولي على جغرافية اليمن وتراكمات التاريخ ، فإنها ستترك المشهد قريبا ، وسيتم استبدالها بحراسات جديدة وفق نظام الشركات الأمنية ، والمخرج الحقيقي والمشرف لهم أن يستعيدوا قرار اليمن الوطني ويستعيدون أمنهم الشامل الذي ورد في القرآن الكريم : فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، فالأمن هنا يعني التطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ظل حماية مأمونة تقوم على المعرفة العميقة للمصادر التي تهدد قدرات الدولة ، فلن يحترمك الآخرون لأنك تعمل معهم ، بل سيحترمونك لأنك تعمل مع بلدك وشعبك ، ولن يستطيع مجلس القيادة الرئاسي استعادة القرار ما لم يقتنع رشاد العليمي بأنه رئيس هذا المجلس وأن من حقه ممارسة دوره كرئيس .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد