نجحت قطر بشكل مبهر في افتتاح مونديال 2022
ومن حق قطر قيادةً وشعباً الاعتزاز والفرحة، لقد أنجزت انتصاراً غير عادي في مجالات التنمية وحققت سبقًا شرق أوسطياً غير معهود بتنظيمها بطولة كأس العالم وأثبتت عن جدارة أنها قادرة على شق فضاء المستقبل وتحقيق غايات مثلى عبرت عنه في حفل الافتتاح كحوار خلّاق بين بني البشر واحترام الآخر في حوار إنساني رفيع .
غير أن المؤلم والأقسى علينا والأَمرّ من العلقم أن هذا الحوار الإنساني وهذا التثاقف لا يطال إخوتهم في اليمن إن لم يمسهم بضر وهم إخوته في اللغة والتاريخ والجغرافيا ومع ذلك تمضي هذه المهرجانات وهذه الاحتفالات وثمَّة وطن يمني يتشظى وأخوة لهم في المصير يعانون الأَمرَّين بفعل التدخل الفارسي وتخاذل إخوتنا وجيراننا وأهلنا في ذات المنطقة عنا إن لم يكونوا قد أمعنوا في المزيد من خلق المتاعب ونزيف الدَّم وجعلنا شعباً مقهوراً يعيش المآسي من الشقيق قبل العدو .
وإذاً .. فمن حقنا نحن الشعب المقهور المطعون بخناجر التدخلات للدول الشقيقة قبل الصديقة أن نعيش لحظات حزن عميق بفعل الحال الذي وصلنا إليه بدعم الشقيق قبل العدو .
والمؤلم أننا لم نكن نحن كأخوة في الجزيرة والخليج إلا سنداً وظهراً لكل الأشقاء في حين نتجرع منهم كؤوس الردى وأنخاب الموت ومع ذلك نظل نردد في أعماقنا قول الشاعر :
( فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم ..
وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا .)
هذا لسان حالنا في الوقت الذي لسان حال إخوتنا النيل منا والإجهاز علينا واللامبالاة فيما يلحق بنا من أذاهم .
ونحسب أنهم سيثبون يوماً إلى رشدهم وأن هذه المهرجانات بما فيها من حوار إنساني ستوقظ فيهم الضمير والحمية ليقفوا إلى جانب من رماهم الدهر بالأرزاء على الأقل نصرة لنزيف الدَّم العربي ضد فارس وما تصدره من دمار ليس لليمن فقط وإنما للجزيرة والخليج. فإيران لا شك أنها عدو يستوجب علينا أن نحاربها ونُفشل مخططها التآمري.. لكن أشقاءنا جميعاً خذلونا كدولة وتنافسوا في تمزيق بلادنا وتشريد شعب بأكمله .
في المقابل يتنافس أشقاؤنا جميعاً في بناء بلدانهم ويتشاركون جميعاً بحماس عجيب في النيل من تاريخنا وهويتنا وحضارتنا ويجعلون من جغرافيا بلدنا ممزقًا قابلًا للضياع والتطاحن والخصومات ولن يجنوا من ذلك سوى الضر لأن ما يلحق بالشقيق يمسي في القريب .
هذه قاعدة على إخوتنا باحتفالاتهم الباذخة أن يستحضروها في أذهانهم ويعملوا على مراجعة حساباتهم مع إخوتهم في اليمن ويعيدوا رؤيتهم في التعامل إن لم يكن بداعي الدَّم والأخوة وأواصر القربى فبالمصلحة وعواقب ما قد يلحق بهم وبتطاولهم في البنيان من أذى وليس ذلك ببعيد .
ونحن هنا نقرع الجرس لإخوتنا لعلهم يفيقون من غيهم ويدركون حجم المؤامرة عليهم قبلنا وأنهم ليسوا في منأى عن مصائب تلحق باليمن فغربان فارس تريدهم قبلنا وتضعهم في حساباتها وتجد بوابة هزيمتهم ومدخل ضعضعتهم من اليمن ولكن أخوتنا قوم لا يفقهون وهم يسرفون في البذخ والتعاطي مع المال بطريقة استعلاء وتكبر وتنمر على إخوتهم في اليمن الذين تعبوا منهم ومستهم الآلام بفعل تغييبهم لحق الأخ على أخيه .
ومع ذلك سنبقى نُذكّر من تآمروا علينا بأنهم يحفرون قبورهم حقيقة بأيديهم وعند ذات القبر الذي يريدون اليمن مسجاة فيه . وفي كل الأحوال نقول :
إلى أشقائنا جميعاً: مرحلة الاستعلاء والتكبر على اليمن شعبا ودولة لن تطول،
سنهزم إيران ومليشياتها- بإذن الله- مهما كانت ضغوطاتكم المانعة لتحقيق ذلك النصر،
سنهزم إيران وانتصارنا عليها انتصاراً لكم .
نحن نريد لكم الاستقرار والسلم والأمان وأنتم تريدون لنا الضعف كدولة والشتات كشعب والعذابات على يد مليشيات تتنافسون في دعمها شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا .
اعلموا جميعاً أيها الأشقاء الخليجيين أن انتصار إيران في اليمن هو النهاية لمعنى الاستقرار الأمني والسياسي لدول الخليج دون استثناء. واعلموا إن كان فيكم رجل رشيد أن ما ترتكبونه من حماقات وعلو في الأرض لن يطول كثيراً إذا ما بقيتم على ذات المنوال تستهدفون حياة وتاريخ وحضارة وجغرافيا الإنسان اليمني وهي بعمقها وتكوينها أقدر على الخلاص وتجاوز إحباطاتكم ومؤامراتكم .
فاليمن مجد تليد وشعب عريق ولكنكم قوم لا تفقهون .