وثيقة حوثية لتملك موظفي الدولة، وتغيير دينهم وهويتهم واستغلالهم لخدمة المشروع الإمامي العنصري .
فمن خلال فرض المدونة وإلزام كافة الموظفين بها.
يكون الحوثي قد عمم وفرض سلوك جماعته وفكرها وعقيدتها على كافة موظفي الدولة بالقوة والابتزاز والمساومة .
فهي بكل ما فيها من التعريف إلى الخاتمة تدور حول مسمى الهوية الإيمانية التي اتخذوها بديلا عن الهوية اليمنية. والتي تنتهي بالمدجنين إلى الانتماء للحوثي إيمانا بولايته وولاء لسيادته وبراءة من مخالفيه !
فالهوية الإيمانية، التي يسعى الحوثي لاستبدالها مكان الهوية الوطنية (اليمنية العربية الإسلامية) هي الانتماء والانتساب الولائي باتباع وموالاة الأئمة من سلالة علي التي يمثلها الحوثي في اليمن والاعتقاد بخيرية وفضل هذه السلالة وعصمة أئمتها وحقهم الإلهي في السطلة الدينية والدنيوية .
وهو ما أكدت عليه المدونة، في التعريف، والأهداف، والمرتكزات وفي أغلب البنود الأخرى .
-التعريف
المدونة: مجموعة من المبادئ…، والقواعد السلوكية …، …، المنبثقة من هويتنا الإيمانية ..."
- الأهداف :
تسعى إلى بناء الهوية الإيمانية لموظفي الدولة …"
أي أن من أهدافها تحويث الموظفين
- المرتكزات :
عهد.. علي.. لمالك الأشتر. دروس من هدي القرآن(الملازم) خطابات ومحاضرات(عبدالملك) الهوية الإيمانية .
يلاحظ أنها ترتكز في مرجعيتها على مرجعية طائفية شيعية سلالية (عهد علي، ملازم حسين، هذر عبدالملك، هوية الولاية) .
-عوامل تعين على أداء المسؤولية :
الاقتداء برسول الله ﷺ
وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب لو حصروا الاقتداء بالنبي فلا إشكال، إنما إشراك علي في الاقتداء دون الصحابة .
هدفه
تكريس التشيع إثبات ولايته وعصمته القول بأنه فقط من بقي على الإيمان بعد موت النبي وفيه تلميح بارتداد جميع الصحابة !
_ الالتزامات
إلزام للدوائر الحكومية بالعمل في نشر التشيع وتنمية الثورية والحشد للمولد وعاشوراء .
العمـل مـع بقية الجهات على تفعيل البرامج، والأنشطة التي تحافظ على الهوية الإيمانية .
وهو ما يعني أن الدوائر والمؤسسات الحكومية ، ملزمة بإقامة البرامج والأنشطة التي تعمل على نشر التشيع وتجريف هوية اليمنيين واستبدالها بالهوية الحوثية .
- حمل الروح الثورية، والمشاركة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية .
المدونة تلزم مؤسسات ومرافق الدولة على التحلي بالروح الثورية كانعكاس للثورة الخمينية والحوثية، وتعبر عن ذلك عمليا بإحياء مناسبات الحوثي الطائفية والالتزام بالحضور والمشاركة الفاعلة ..
وفي مسؤوليات الموظفين
الشخصية :
الموظف ملزم بـ
- تبني مواقف واضحة من أعداء البلد والأمة والاشتراك بفاعلية في أنشطة التعبئة العامة .
- السعي المستمر للارتقاء الإيماني من خلال التفاعل الجاد مع الدورات الثقافية والبرامج التربوية .
الالتزام بالمدونة يعني، تبني الموقف الحوثي ومولاته ومعاداة كل من يعاديه ، ويلتزم بالتعبئة العامة الحشد والتجييش والتحريض والتوجيه .
الموظف ملزم بموجب المدونة بحضور (الدورات الثقافية) وهي دورات تقام في أماكن سرية يتم خلالها الاستفراد بالمشاركين وتجريعهم الفكر الحوثي الضلالي بحيث لا يغادرها إلا وقد تم مسخه حتى يكون عبدالملك الحوثي أحب إليه من أبيه وأمه بل ويؤمن به أكثر من إيمانه بالله سبحانه وتعالى وكأنهم يستخدمون السحر في هذه الدورات .
ومن الالتزامات
-الالتزام بمبدأ الولاية لله ورسوله والذين آمنوا، بالاتباع الصادق والعملي…قال الله(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
بحسب عقيدة الشيعة فإن هذه الآية تنص بالولاية لعلي، إذ تخصه بقوله تعالى (والذين آمنوا) لزعمهم أنه تصدق وهو راكع! مما يعني أنه فقط المؤمن الواجب الطاعة ومن خلفه ذريته! وبهذا فالولاية لهم حق إلهي !
-تعج المدونة بمصطلحات :
التوجيهات الإيمانية
المسؤولية الإيمانية
الأخوة الإيمانية
التعامل الإيماني
الأخلاق الإيمانية
الارتقاء الإيماني
ومعناها يرتبط بتفسيرهم للإيمان .
فهم يطلقون اسم مؤمن على كل أنصارهم، فتجدهم يطلقونه على عناصر لا تصلي ولا تصوم ولا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا لكنها مؤمنة بولاية عبدالملك الحوثي !
-استخدمت المدونة مصطلحي النموذج القرآني والتوجيهات القرآنية! وهي مصطلحات لا علاقة لها بالقرآن، وإنما كاستخدامهم لمسمى (المسيرة القرآنية) المظلة الجامعة لممارساتهم الإجرامية، والا فهم لا يهتمون لا بتعلم القرآن ولا تعليمه حتى إنهم لا يملكون مركز تحفيظ واحد بل إنهم فجروا عدة مراكز لتحفيظ القرآن وأغلقوا البقية وحولوها لأماكن المقيل واجتماعات عناصرهم المليشاويه كما أنهم لاحقوا واختطفوا مئات الحفاظ .
فمن هم نماذج القرآن عندهم وما التوجيهات القرآنية؟
بالنظر لكونهم يعتقدون بأن القرآن "عمى" ما لم يأتي على لسانهم ويفهم عبرهم ويفسر من قبلهم كونهم القرآن الناطق وقرناء القرآن !
إذًا فهم هم نماذجه التي يجب على الموظف الاقتداء بها، وتوجيهاتهم هي توجيهات قرآنية واجبة الاتباع !
-يكفي لاعتبار المدونة وثيقة تدجين وتحويث للموظفين أنها صادرة عن الحوثي، وهي تلزم كل موظف بالالتزام بها كونها صادرة عن الدولة، بمعنى أن الحوثيين قدموا أنفسهم من خلال المدونة كدولة واجبة الطاعة والاتباع، وقد ألزمتهم بالمعاداة والبراءة من كل من يعادي الحوثيين وموالاة كل من يواليهم .
-بالإضافة إلى أن المدونة تكرس(التشيع)الولاء والبراء للحوثي من خلال تعريفها أنها منبثقة عن الهوية الإيمانية (الحوثية الإمامية) وارتكازها على دروس حسين ومحاضرات عبدالملك،
فإنها قد حصرت الاستدلالات في كثير من البنود على أقوال نسبت إلى علي بن أبي طالب وذلك بغرض تكريس التشيع واختزال الإسلام في علي وسلالته "
-الضوابط الإعلامية
يلتزم الموظف :
- بعدم إصدار أو نشر بيانات،…أو مواد، أو… تخالف وتناهض السياسة العامة للدولة .
- مقاطعة وسائل الإعلام المعادية والمشبوهة والتحذير منها .
وخلاصة الضوابط
عدم معارضة الحوثي
عدم متابعة إعلام مخالفيه !
-المدونة وسيلة لاحتكار الحوثي للوظيفة
الأحكام الختامية
تعد المدونة :
- ميثاق عمل ملزم
- جزء من التقييم الوظيفي
- يجب على الموظف توقيع تعهد التزام يحفظ في ملفه الوظيفي
- لا يستكمل التوظيف للوظيفة العامة إلا بتوقيع التعهد
- أي مخالفة لأحكام المدونة يوجب المساءلة والعقوبة !
من خلال هذه الأحكام
- المدونة إلزامية وليست مسألة اختيارية .
- الالتزام بالسلوك الحوثي جزء من تقييم أداء الموظف يترتب عليه المكافأة والعلاوة والترقية أو الترفيع أو التأديب أو العقاب وغيره
- وجوب توقيع تعهد بالالتزام بالمدونة يحفظ في ملفه الوظيفي .
- لا وظيفة إلا بتوقيع تعهد الالتزام .
- أي مخالفة للمدونة توجب المسائلة القانونية والعقوبة وقد تصل للفصل أو السجن وربما الإعدام .
كما أن ثمة أهداف ضمنية من فرض المدونة مورد مالي إذ إن الحوثي بضمان تحويث الموظفين بهذه المدونة ضمن رواتبهم تبعا لذلك ، ويفهم هذا من تزامن المدونة مع الحديث عن إطلاق الرواتب لكافة الموظفين، ولان الحوثي عجز في فرض مقترحه في المفاوضات باستلام كافة المرتبات وصرفها عبره، فقد سارع في إصدار المدونة لامتلاك الوظيفة والموظف ومستحقاته .
كما أنه بهذه المدونة يضمن عدم تمرد الموظفين في حال استلموا رواتبهم، كما تهدف لمعرفة من هو معه ممن هو ضده، ومن خلال فرض المدونة سيحمل المخالفين للرفض والتخلي عن الوظيفة مما يتيح لهم استبدال الوظيفة …
هذه لمحة عن الوثيقة العنصرية التي تصادر الوظيفة العامة للحوثي، وتمكنه من تملك الموظف وتشيعه وتغير هويته وتطوعه لخدمة مشروعه الاستعلائي الكارثي على حاضر اليمن ومستقبل أجياله .
