لا يوجد إنسان بطبعه وفطرته مجرماً بل الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية تنتج عوامل نفسية تؤثر وتتحكم بميول الشخص واتجاهاته كالميل إلى لعنف مثلا الذي يصبح سمة للبعض، فالأمراض النفسية إفراز طبيعي لحالات البؤس الناتجة عن ضغوط حياتية وانفصام الشخصية ناتج عن حالة الإرباك الذي يعيشه الفرد حتى يصبح بشخصيتين على النقيض من بعض .
الظروف قد تحول الفرد في لحظة ما إلى مجرم، أو شخص غير قادر على التمييز بين الخير والشر .
الحرب النفسية والحملات التعبوية لثقافة الموت روج لها الحوثيون منذ وقت مبكر، وهو الأمر الذي فاقم من ارتفاع معدلات الجريمة وشيوع الانفلات وتردي الوضع الاقتصادي حتى وصل الأمر إلى العجز عن توفير لقمة العيش، وأصبح القتل أو الموت شيئاً مألوفا في المجتمع .
وتصدر مليشيا الحوثي ثقافة راعية لنماذج أو قدوة للعنف، وتصدير عناصرها كأبطال للمشهد العام، لينعكس ذلك على حياة الناس، بأن الانخراط في صفوف الجماعة يوفر تسهيلات لا يحصل عليها المواطن العادي، وعزز هذا الأمر فكرة لدى المجتمع بأن التميز بالعنف يعني وفرة التسهيلات والحفاوة .
استمرار الحرب الحوثية وغياب أفق الحل السياسي أدى إلى طول أمد الأزمة الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر، ما جعل المواطن أمام خيارات لمواجهة الإحباط من ضمنها العنف كسلوك عبثي غير ملتزم، وبذلك فإن معالجة هذه الأسباب تتطلب إنهاء الانقلاب الحوثي وتحرير اليمن كاملا، مالم فإن معدلات الجرائم سترتفع بشكل أكبر، وقد تظهر جرائم جديدة لم نكن نعرف عنها من قبل .