منذ أن انعقدت القمة الأمريكية الخليجية التي أقيمت في جدة وأنا أريد أن أكتب عن غياب اليمن في هذه القمة التي يفترض أن جزءًا من نقاشاتها يدور حول اليمن والجزء الآخر حول تدخل إيران في اليمن وحول السلام في المنطقة ، بمعنى أن النقاش كله يخص اليمن .
أبرز أسباب هذا الغياب هو تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع اليمن من خلال السعودية ، ساعد على ذلك وأكده تبعية القيادة اليمنية التي تخطت الحدود البرية والبحرية في تبعيتها للسعودية والإمارات وتسليم حتى قرارهم الأسري للكفيل وقبولهم بوضع أسرهم كرهائن في الرياض أو أبو ظبي ، مستندين إلى مهنة تمسيح الجوخ لولي العهد السعودي أو لحاكم أبو ظبي .
في هذه القمة قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ، إن يد المملكة ممدودة لإيران ، وقال مصدر إماراتي ، إن الإمارات لن تتدخل في أي صراع ضد إيران وأنها داعمة للسلام والحوار في المنطقة ، ولم يسأل أحد من هذه القيادات اليمنية نفسه ، ما جدوى بقاء السعودية والإمارات في هذه الحرب التي قيل أنها لمواجهة إيران ؟
في هذه القمة برزت رسالة واضحة للشرعية اليمنية ، بأنه لم يعد هناك رغبة أو نية بالوقوف إلى جانبكم في مواجهة الحوثي ، وأن بقاءنا هو من أجل إدارة المعركة فيما بينكم ، وهذا ما وضحته الأيام الأخيرة في تصعيد ميليشيات الانتقالي ضد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت والمطالبة بطردها متهمة هذه المعسكرات بالإرهاب ، بالرغم من أن الذي قصف ميناء ضبة هي عصابة الحوثي الإرهابية وليس أفراد المنطقة العسكرية الأولى التي تتبع قيادة الشرعية .
لقد تابعنا خلال الأيام الماضية عبيد الإمارات وهم يتوعدون بخطاباتهم وتصريحاتهم إسقاط المنطقة العسكرية الأولى في مسرحية التصدي للإرهاب والتحرير وتحت فصل جديد يحمل عنوان تحرير حضرموت ، بينما الحوثي يمضي في التوسع وهو مطمئن إلى أن السعودية والإمارات هما صمام أمان له ، خاصة بعد أن توهمت السعودية بأنها ستشتري أمنها منه .
بعد هذه السنوات من الحرب والدمار تعلن السعودية والإمارات بأنهما على استعداد للتفاهم مع إيران والجلوس معها على طاولة حوار ، ونحن ما قدرنا نجمع بين محافظ الجوف السابق والمحافظ الجديد ، المحافظ السابق قالوا محسوب على الإصلاح والجديد محسوب على المؤتمر واليمن ليست في هذه الحسبة ، يختلفون على إدارة محافظة كلها تحت سيطرة الحوثي ، لكن ما تبقى هو بعض المنافذ التي تدر أموالا على من يديرها من الجمارك والضرائب وتسهيل التهريب للحوثيين .
أمريكا أوضحت في هذه القمة أنها تبحث عن السلام لإسرائيل ولذلك تدفع بالمنطقة للتطبيع معها ، والسعودية والإمارات أوضحتا أنهما بصدد التفاوض مع إيران وأكدت السعودية ذلك بالتفاوض مع الحوثيين واستعدادها أن تدفع له ثمن دماء اليمنيين وتكافئه على إتاحته الفرصة لتدمير اليمن ، أما العالم لم يعد يكترث لنا وخاصة في ظل وجود تلك الأشباح في سفاراتنا وفي ظل وجود العبيد من القيادات المستمتعة بالذل والخنوع ، وأصبحت اليمن ورقة للمساومة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وبسبب مجلس القيادة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان أصبحت اليمن معروضة للبيع في سوق النخاسة العالمي .