خلال فترة وجيزة من عمر الزمن قلبت محافظة مأرب موازين المعادلة، وغيرت فرضيات الحالة الذهنية للمواطن اليمني، وغيرت رؤيته للأرض والحياة .
كثيرون لا يصدقون الصور الصاعدة من شوارع وضواحي مدينة مأرب، تلك الصور الجمالية والتنسيقيات الرائعة لمعالم المدينة التي باتت تنافس مدنا كثيرة خارج اليمن ولأنها باتت المدينة الأجمل .
ليس ذلك مبالغة فيما نتحدث عنه ونوثقه مشاهده .
بل بات حقيقة واقعية تفتخر بها مأرب أرضًا وإنسانًا .
ليس نحن فقط من يكتب عن الإبهار الذي يصنعه صناع الجمال في هذه المدينة الطاهرة، بل تناول ذلك كثيرون من كتاب الرأي والسياسة والصحفيين "حتى الغربيين الذين سمحت لهم الفرصة لزيارة المحافظة" خلال السنوات الماضية تناولوا ذلك .
مأرب لم تعد تلك المحافظة التي كانت مبعدة عن أضواء الحياة والجمال، بل زاحمت بقوة إرادتها وعزيمتها في زمن الحرب والدمار، لتكون درة في معالمها وتفاصيل ملامحها .
مأرب حققت هذا الإنجاز. واليمن تمر بأسوأ مراحل تاريخها. وحققت طفرة استثنائية جعلت منها نموذجا للنجاح في زمن لا يعرف النهوض فيه إلا العظماء .
كثيرون هم أولئك الذين وثقوا معالم الانتقال الاجتماعي والاقتصادي لهذه المحافظة، خاصة في نهضة العمران، أو التفنن في تفاصيل معالم المدينة، وفي مقدمة أولئك ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز التي وصفتها بأنها باتت النقطة المضيئة في اليمن .
لم تأت هذه الشهادة الدولية من فراغ، بل هي انعكاس لجهود عملاقة يقودها فريق رائع في مكتب التحسين بمحافظة مأرب، برزت لمساتهم في كل شارع، وتجلى تفننهم في كل رصيف، وأصبحت المساحات الخضراء، ريشة ترسم معالم الجمال الحقيقي لبلدة كرمها الله من فوق سبع سموات طباقا فقال في وصفها بأنها " أرض الجنتين " .
ما حققه مكتب التحسين في هذه الفترة الوجيزة يعتبر إنجازًا مشرفًا للجميع .
كثيرون يرون في المتغيرات المتسارعة لمعالم المدينة وخاصة الاهتمام بمواضيع التشجير، هو انعكاس حقيقي لوضع هذه المحافظة التي كان قدرها الإهمال طوال عقود أربعة من الزمن .
في ختام هذه العجالة نبعث لكل صناع الجمال في هذه المحافظة بآيات الشكر وجزيل الامتنان، وفي مقدمتهم سلطان الخير وعنوان التنمية، ذلك القائد الذي جعل من المستحيل ممكنا، ومن اليأس أملا وعنونا، فصنع الجمال في قلوب من يحيطون، وجعل من مأرب درة ومثالًا .
إلى كل أولئك النبلاء ممن ظهرت جهودهم أو ممن كانوا خلف مواقع المسؤولية يعملون بصمت وهدوء .
نشد على أيدكم. وقدما، إلى جمال أكثر إشراقًا وأكثر سحرًا ..