وصل محمد علي الحوثي إلى محافظة إب كزائرٍ لها وفرض نفسه اماماً ورفض أن يصلي بعد أحد، كما فرض نفسه خطيباً في صلاة الجمعة ورفض أن يستمع لخطبة أحد، بينما فرض على من يحضرون بجانبه من مشائخ وشخصيات أن يصلوا الظهر والعصر جمعاً وكذلك المغرب والعشاء، وهذا دليل على توجه جماعة الحوثي العقائدي، فمثلما تدعي أحقيتها بالحكم كاصطفاء الإلهي، لتفرض نفسها كحاكمة وتفرض على البقية أن يكونوا محكومين عندها، تدعي أحقيتها بالإمامة في الصلاة والخطابة وما على البقية إلا أن يكونوا مأمومين بعدها ومستمعين لها ، بالإضافة إلى وجوب التزام الجميع بمعتقدها كدليل لإيمانهم بها وضمان لصدق ولاءهم لها .
لم يكن الحوثي همهُ أن يحقق لمحافظة إب منجزات وخدمات وأمن واستقرار، وإنما همه كيف يغرس فيهم فكره الطائفي ومساره الثقافي المنحرف.
فاتجه ومنذ سيطرته على إب بداية الانقلاب بتكثيف دوراته الثقافية التي تسعى لجعل أبناء إب يسبلون في الصلاة ولا يقولون آمين بعد الفاتحة وينكرون عذاب القبر ويسبون عمر وأبو بكر وعثمان ومعاوية ويزيد وعائشة ، ويكفرون بصحيح البخاري ومسلم ويؤمنون فقط بملازمه ، حتى قراءة القرآن يجب أن ينطقوا القاف جاف كما ينطقه الحوثي ، رغم أن جميع المسلمين في العالم من عرب وعجم يقرأون القرآن وينطقون القاف قاف ولو كانت لهجة البعض لا تنطقه كذلك أنما يلتزمون بنطقه احتراماً للقرآن الكريم ولأن نطقه على تلك الطريقة مطابقة للغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم ،
ما عدا الحوثي ومعتقده حول نطق القاف إلى جاف في القرآن ليجعله متطابق مع لهجته وهذا دليل على قيام الحوثي بتحريف القرآن حتى باللهجة والنطق كما هو دليل على بغضه لأهل المناطق المعروفة بالشافعية والسنية والتي تنطق حرف القاف نطقاً سليماً، ولو نطق الحوثي بذلك النطق المطلوب سيظن أنه قد قام بنوع من التبعية لأبناء تلك المناطق، ولكن فرض على أن ينطقوه بالقرآن مثل لهجته وجعل ذلك من ضمن علامات ولائهم له، ولذا فرض الحوثي في دوراته على أن ينطقوا القاف جاف في قراءاتهم للقرآن وإمامتهم للصلاة.
وانظروا لجميع خطابات الحوثي التي يتحدث فيها باللغة العربية إلا أنه ينطق القاف بالجاف عندما يذكر أي آية في القرآن الكريم. في الدورات الطائفية التي يقيمها الحوثي في إب، كان إذا سهى أحد أبناء إب وضم يديه في الصلاة شتمه الحوثيون وقالوا أنت بذلك قد حضنت كلباً فقم واغتسل،
وإذا سهى أحدهم وقال آمين بعد الفاتحة شتموه وقالوا له أنت يهودي، فكل من يقول آمين هو في نظرهم يهودي، ونحن أبناء إب يعتبرنا الحوثيون أننا أبناء سعيد اليهودي نسبةً للفقيه سعيد الشافعي الذي أطلقوا عليه الأئمة من الزيود لفظ اليهودي بسبب أنه انطلق من إب التي يسكنها وقاد ثورة الزيود، ولذا عندما يطلق الحوثي في شعار صرخته اللعنة على اليهود هو يقصد بها نحن الشوافع أبناء المناطق الوسطى والجنوبية وكل من يقول آمين بعد الفاتحة.
ولأن معتقد الحوثي يقتضي أن أوقات الصلاة ثلاثة فقط فجر وظهر ومغرب، يقتضي مخططه نحو إب مستقبلاً أن يجعل المساجد تفتح في تلك الثلاثة الأوقات فقط ويصلون الناس العصر مع الظهر والعشاء مع المغرب جمعاً، ويكون الأذان بحي على خير العمل ثم ينتقل لعلي ولي الله ، وممنوع أحد يقول آمين ويضم في الصلاة وغيرها من المعتقدات الحوثية ، وعندما تكون إب مطبقة لهذا النهج وكل معتقدات الحوثي سيكون الحوثي قد حقق كل ما يريده وضمن ولاء أبناء إب له كأتباع.