عيسى العذري متقلب الأطوار، تارة يمدح هذا وتارة يهجو ذاك، تارة يظهر إلى جانب الحوثيين، وتارة يظهر منتقدا لهم، زجت به جماعة الحوثي في السجن لسنوات، خرج بعدها مادحا بعض قياداتهم وهاجيا قيادات أخرى، اختفى بعدها مباشرة، لتتوجه قوة عسكرية مدججة بالسلاح إلى قريته في بني مليك مديرية العدين وطوقت منزله الذي تتواجد فيه زوجته وأبناءها، ودب الذعر في المنطقة كلها .
أصبح عيسى العذري واحدا من المطلوبين المدرجة أسماءهم لدى هذه العصابة، فقد استطاع العذري أن يشن حربا نفسية وإعلامية، بل وفرض على قيادات هذه العصابة الرعب والخوف، وتحول إلى رمز للمقاومة، لم يحمل سلاحا ولم يقد كتيبة، بل استخدم صوته فأذل به الحوثيين وأرعبهم، واستطاع أن يؤسس لمدرسة في النقد اللاذع أمثال مصطفى المومري وأحمد حجر الذي يقبع حاليا في السجن .
فيديوهات هؤلاء الثلاثة لطالما أرعبت هذه العصابة وأربكت بطشها واعتداءاتها على الناس ، ولطالما أثبتت هذه العصابة أنها أوهن من بيت العنكبوت ، يقلقها الإعلام لأنه يكشف زيف قوتها ، فلجأت إلى البطش بالإعلاميين واتهامهم بأنهم يسقطون النظام ، وهي تؤكد بذلك هشاشتها ، فأي نظام يسقطه الإعلام، فإنه لا يستحق الاستمرار .
من الواضح أن الضجة والتضخيم الذي رافق الحملة العسكرية إلى قرية العذري تبين حجم الخوف والرعب الذي أصاب هذه العصابة التي باتت تعاني بشكل واضح من حالة عجز كبيرة ، فتصرفاتها مع العذري ومع أحمد حجر وقبل ذلك مصطفى المومري تعد مؤشر ضعف وليس مؤشر قوة .
لقد فعل العذري والمومري وحجر ما لم يفعله قادة يملكون ميليشيات وما لم يفعله مسؤولي مخابرات يملكون أفرادا ومعدات .
لكنهم لا يمتلكون الإرادة ، وعليَّ أن أهمس في أذن الدكتور رشاد العليمي الذي اجتمع قبل أيام مع محافظي المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين وحثهم على تحفيز الناس للمقاومة ، أقول له إن هذه الدعوة تحتاج إلى قيادة من قبل أعضاء مجلس القيادة ، بحيث تعطى محافظات الحديدة وتعز لطارق صالح ، ومحافظات الظالع والبيضاء ولحج وشبوة للزبيدي وأبو زرعة ، ومحافظات مأرب والجوف لسلطان العرادة ومحافظة صعدة لعثمان مجلي ، حينها سينتفض المواطنون على الحوثيين من داخل هذه المحافظات ، وسنعلم من هو مع تحرير البلد واستعادة الدولة ، ومن هو مع استمرار الحرب لتستمر مصالحه الخاصة .
