المجتمع الدولي يفاوض الميليشيات الإرهابية بدلا من الشرعية، وأنت أشبه بالمتفرج، وكأن ما يجري لا يعنيك، أو كأنك لست مسؤولا عن الشرعية التي دارت الحرب باسمها وعليها، يريد الشعب أن يعرف ما الذي أنت موافق عليه وما الذي لا توافق عليه..
نسمع كل يوم أن هناك مفاوضات تقودها الأمم المتحدة من ناحية وأمريكا من ناحية أخرى، تساهم فيها سلطنة عمان وطرفيها عصابة الحوثي والسعودية، والشرعية لا وجود لها ، والخشية أن نتفاجأ باستوكهولم جديدة تفرط في حقوق وثوابت الشعب اليمني ، فكيف يجري هذا وأنت صامت وكأن الأمر لا يعنيك ، فمن الذي خول هؤلاء بالتنازل عن حقوق وثوابت الشعب اليمني ؟
من حق الشعب اليمني أن يسمع منك حول ما يجري ، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي والإصرار على تواصل اللقاءات على وقع دماء اليمنيين وعلى وقع الحصار الظالم والقاسي ، فهل ينتظر الشعب حتى يفاجأ باتفاقات هزيلة وتسويات باهتة ، كما حدث في اتفاق ستوكهولم.
بعيدا عن أي مرجعية وطنية ؟
لا نريد أن يتم استغلال معاناة شعبنا والظروف الصعبة التي يعيشها في ظل انعدام الحياة الكريمة .
إن التسريبات الإعلامية التي تصاحب هذه اللقاءات أو التي تليها وتتحدث عن بحث قضية السلام والمرتبات وتسريع المفاوضات والتخفيف عن المواطنين، فيما لا يرى المواطن اليمني سوى الوعود الجوفاء والتطبيق من جانب واحد ، فيما تظل عصابة الحوثي غير ملتزمة بشيء ، والأدهى من هذا كله يريدون تسليم المرتبات لهذه العصابة ، التي سبق وأن وضعت مدونة للسلوك الوظيفي ، كي تستعبد الموظفين بمرتباتهم .
متى ستطلع الشعب بما يجري، ولماذا لا تتحرك للقيام بحملة دولية لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم القانونية والتاريخية من أجل حماية الشعب اليمني؟
لماذا لا تقول لهم، إن حقوق الشعب اليمني ليست للبيع أو المقايضة، وأن السلم والاستقرار يبدأ بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة التي أقرتها الشرعية الدولية؟
لماذا نسمع تصريحات وشروط قيادات العصابة الحوثية، ولا نسمع لك ولا لمجلسك ، أي تصريح أو توضيح ؟
كيف تتخلى عن حقوق شعبك الوطنية المستندة أصلا إلى القرارات الدولية ، وكيف تفرط بثوابت شعبك الذي ضحى بمئات الآلاف من أبنائه في سبيل الحفاظ على الشرعية التي ترأسها ؟ لقد حان الوقت لتصرخ بأعلى صوتك وتقول لهم جميعا ، إن اليمن ليست للبيع .. حقوق اليمنيين ليست للبيع وليست للمساومة.. إذا كنت غير قادر على مواجهة شعبك وتحملك المسؤولية ، فلا تكون غطاء لمن يريدون شطب اليمن من الخارطة..