بينما كان البعض من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يلتقطون الصور في الرياض رد عليهم البعض الآخر بالتقاط صور في أبو ظبي، كل فريق يريد أن يقول للفريق الآخر سيدي أفضل من سيدك، هذين المشهدين المتناقضين يعطيان صورة حقيقية لمرجعية القرار اليمني.
في هذا السياق كنا قد تحدثنا عن تقاسم المجلس بين السعودية والإمارات أثناء تشكيله، لكن ما أضيف إليه اليوم، أن كل صورة دخل في كادرها أعضاء آخرون، سواء محافظو بعض المحافظات أو رؤساء سلطات تشريعية وقضائية، والمشكلة لا تكمن في أخذ الصور في هذه الأماكن، بقدر ما تكمن في استيطان قرار اليمنيين في هذه العواصم، خاصة وأن التفاوض السعودي الحوثي برعاية أمريكية وعمانية قد وصل إلى مراحل متقدمة دون علم أصحاب الصور.
وقد ذهب محللون إلى أن انقسام المجلس والوصول إلى ظهور بعض المحافظين في هذه الصور أو من يعتقد بأنهم يؤهلون إلى تقلد منصب محافظ يعد واحدة من أبرز العقبات التي تواجه مجلس القيادة الرئاسي الذي وعد اليمنيين بالسلام والوحدة والاستقرار، ومن شأن هذه الاستقطابات أن تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والأمني، وحرب الصور تدل أو تكشف حجم الخلافات وتبعية المجلس للسعودية والإمارات.
من الممكن تلخيص وتيرة الأحداث في الشأن اليمني خلال اليومين الماضيين بأنهما سجال من الصور ذات المغزى السياسي بين كل من الرياض وأبو ظبي، فلهذه الصور الكثير من المعاني في سياق الصراع داخل مجلس القيادة، ولهذه الصور العديد من الأبعاد التي من الواجب تحليلها سياسيا، كونها تأتي في لحظة تجري حرب إبادة في أبين تحت مسمى الإرهاب، من قبل جماعات هي في الأساس لا تتبع الجمهورية اليمنية التي يمثلها مجلس القيادة الرئاسي.
ومن نافلة القول إن نؤكد على أن اليمن غائبة في ممارسة هؤلاء وبالتالي لا يمكن أن يقدموا شيئا لليمن، مثلهم مثل الحوثيين في التبعية للخارج، فقط كل طرف يرى أن سيده أفضل من سيد الآخر،
ومن المؤسف أنه لا يوجد حتى هذه اللحظة من يتحمل شرف المسؤولية الأخلاقية والسياسية والاجتماعية في التصدي لكل هذا الانجراف والعمل على إنقاذ اليمن أرضًا وإنسانًا.