بداية لا أحتاج إلى أن أعرف الشيخ أحمد مدى حب اليمنيين للكويت، ومدى ما يكنونه للكويت دولة وأرضا وإنسانا، ولست بحاجة للقول، إن اليمنيين يعتبرون اليمن وكأنها هبة الكويت، نظرا لما قدمته الكويت من مشاريع دون ضجيج إعلامي، على عكس الدول الأخرى التي كانت تضع اللوحة الإعلانية أكبر من المشروع المقدم، ونتيجة لتلك السياسة التي اتبعتها دولة الكويت، جعلت اليمنيين ينسبون كل المشاريع التي شيدت في اليمن إلى دولة الكويت، حتى تلك التي قامت بها الدولة اليمنية ذاتها.
كانت الكويت حاضنة للحوارات اليمنية وتقريب وجهات النظر بين اليمنيين، حينما كانوا يختلفون فيما بينهم، فقد احتضنتهم عام ١٩٧٩ بعد أن نشبت الحرب بين شطري اليمن حينذاك، واحتضنتهم في عام ٢٠١٦ تحت رعاية الأمم المتحدة، وهي تسعى دائما بكل حب إلى توحيد اليمنيين، وهذه المرة تحتضن الكويت ليس ما يجمع اليمنيين، بل ما يفرقهم، فقد تبادر إلى مسامعنا أن الكويت ستستضيف في مطلع مارس القادم انتخابات اللجنة الأولمبية اليمنية.
والأمل كل الأمل في الكويت وفي الشيخ أحمد الفهد بألا يسمحوا بفرقة اليمنيين وتحديدا الرياضيين الذين ما زالوا أمل اليمنيين وموحدي الرياضيين في كل أنحاء الجمهورية اليمنية، فاللجنة الأولمبية ما زالت هي المؤسسة الوحيدة التي تجمع اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة.
وما سمعناه وقرأناه من خلال بعض المواقع والتصريحات التي أدلى بها بعض رؤساء الاتحادات، يؤكد أن الأمين العام للجنة الأولمبية الأستاذ محمد الأهجري، يبدو أنه قد وقع تحت الضغوط السياسية ورفع بقوائم مخالفة للقوانين واللوائح المنظمة للجنة الأولمبية وبذلك يكون قد نثر بذور الفتنة وساعد على الفرقة والانقسام، بشطبه لأسماء أعضاء في اللجنة واستبدالهم بأعضاء آخرين دون موافقة مجلس الإدارة للجنة الأولمبية أو إطلاعه على ذلك.
ونحن على ثقة تامة، بأن خبرة الشيخ أحمد الفهد ستحل هذا الإشكال
للحفاظ على هذا الكيان الأولمبي، خاصة في ظل الحرب التي تعيشها اليمن، لأن أي خلاف أو انقسام سيقوض الرياضة في اليمن وسيحرم اليمن من المشاركات الأولمبية الدولية، وما يعزز أملنا بالشيخ أحمد الفهد بأن للرجل باعا طويلا في إدارة اللجنة الأولمبية الآسيوية ويدرك أن استخدام الرياضة في السياسة يزعزع الاستقرار، فما بالنا إذا كان الاستقرار أصليا مزعزعا في اليمن.
وقد استقر في القوانين الرياضية الدولية منع التسييس وإقحام الصراعات الحزبية عليها واستخدام منصاتها لدعايات عنصرية، وبقدر وضوح القواعد اكتسبت الرياضة شعبيتها وسحرها ومن هذه الزاوية اكتسبت الرياضة في اليمن قدرتها على التقريب بين الكيانات المختلفة
وقد حافظت اللجنة الأولمبية على تماسكها خلال السنوات الماضية، ولا نريد لها أن ينفرط عقدها ويكون هذا الانفراط في الكويت، وتحت مسمع ومرأى من رجل حكيم كان له دور في الحفاظ على كثير من اللجان الأولمبية الآسيوية وتقويتها.