أتابع ويتابع اليمنيون بحزن وغضب صمت المنظمات اليمنية والدولية على ممارسة عصابة الحوثي من إرهاب وجرائم ضد الإنسانية، فسجون ومعتقلات هذه العصابة تمتلئ باليمنيين الرافضين لها ولسلوكها الإجرامي وتمارس ضدهم التعذيب الممنهج والمقنن بموجب تشريعاتها، وما تعرض له محمد البشاري وحنان المنتصر اللذان اتهمتهما عصابة الحوثي بالتخابر مع دول العدوان، ليس بالأمر الجديد
فما انفكت هذه العصابة منذ اختطافها للدولة تقوم بتعذيب اليمنيين تعذيبا ممنهجا وبأساليب متعددة.
لقد عانى البشاري خلال فترة اعتقاله من التنكيل به وممارسة أبشع أنواع التعذيب والحرمان من العلاج، رغم ظروفه الصحية، والأخبار التي تتسرب من هذه المعتقلات تؤكد أنها فاقت معتقل جوانتنامو وسجن أبو غريب، فما يجري في معتقلات الحوثيين أفظع بكثير، غير أن الإعلام لم يسلط الضوء عليها، حيث يتعرض المعتقل لرج عنيف وتقيده إلى كرسي في وضعية قرفصاء الضفادع لفترات مطولة وحرمانه من النوم.
للأسف أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن كل تصرفات هذه العصابة الإرهابية ويتغاضى عن حماية القوانين والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية جنيف التي تمنع الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وتحديدا القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية والمعاملة المهينة، كل ذلك يجري على مقربة من مكتب الصليب الأحمر الذي يدير عمله من صنعاء.
لقد أعفت المنظمات الدولية نفسها من القيام بدورها، أما المنظمات المحلية فقد انشغلت بجمع المال وغسيل الأموال التي تنفقها المنظمات الدولية أو ينفقها التحالف عليها، أما المنظمات النسائية فهي مشغولة بجمع توقيعات تطالب بأن يكون زواج المرأة دون ولي أمر وأن تختار الوظيفة دون إذن زوجها، لكن مش مهم أن تتعرض حنان المنتصر وغيرها المئات من النساء اليمنيات للتعذيب في سجون الحوثيين ، فذلك أمر لا يعني هؤلاء النسوة اللاتي لهن ثأر مع مجتمع الرجال الأسوياء، بل ويوظفن السلطة التي حصلنا عليها والدعم المالي لتخريب المجتمع.
ونحن هنا نخاطب المحكمة الجنائية الدولية بوصفها الولاية القضائية العالمية المسؤولة عن محاسبة هذه العصابة ووضع حد لإفلات منتهكي حقوق اليمنيين من العقاب، ونطلب من السعودية بوصفها قائدة التحالف أن تتدخل خاصة وأن البشاري يواجه الإعدام بتهمة التخابر مع دول التحالف، والسعودية قد أبرمت صفقة مع الحوثيين ، وتطلب منهم إسقاط الحكم كون السعودية لم تعد عدوانا بعد الصفقة وهذا يسقط التهمة التي حبكت للبشاري كونه كان من الذين قادوا انتفاضة الثاني من ديسمبر فكان لا بد من الزج به في المعتقل وتلفيق التهمة له ولحنان المنتصر بأنهما يعملان مع العدوان، إن إعدام البشاري يعد محاولة لإضفاء الشرعية لحالة قائمة وهي سياسة الاغتيالات والتصفيات البدنية.