لن نأتي بجديد حينما نقول إن عصابة الحوثي الإرهابية أوهن من بيت العنكبوت، وأنها تحمل هزيمتها في داخلها ومن خلال مشروعها الذي يقوم على الموت في مواجهة الحياة، وأن ما يبقي عليها هو التواطؤ المحلي والإقليمي والدولي، وما كان لها أن تستمر لولا التسهيلات التي تحصل عليها من القوى المحلية والإقليمية والدولية، وخاصة استمرار تحالف بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام وبعض قبائل الطوق وتحالف دعم الشرعية وكفالة أمريكا وبريطانيا لها وتقديم كل أشكال الدعم.
هذه العصابة لن تجنح للسلام إلا بهزيمتها عسكريا، فمن يحمل رؤية عنصرية تقوم على الأكاذيب التاريخية، تجيز لحاملها بذريعة التفضيل الإلهي سلب حريات الناس وأمنهم وممتلكاتهم والتنكيل بهم، لا يمكن له أن يمضي نحو السلام الاختياري.
لقد أسقطت الشعوب الحرة الكثير من النماذج الكهنوتية حول العالم ولم تسقط تلك النماذج إلا بنضالات خاضتها الشعوب من أجل حريتها ودفع المناضلون ثمنا لحريتهم من راحتهم ودمائهم وأرواحهم وبذلك تخلصوا من الكهنوت وتحرروا من العبودية.
ما كان لهذه العصابة أن تستمر في قهر اليمنيين لولا أنها تستخدمهم لضرب بعضهم البعض، فهي تحارب أعداءها اليمنيين بأعدائها من اليمنيين، وما كان لها أن تنعم بالأمن والاستقرار يوما لولا أن بعض القوى السياسية وبعض القبائل تعمل على حمايتها وطوع يدها ومقاتلين في صفوفها.
ستسقط هذه العصابة حينما يظهر قائد وطني يحمل هموم شعبه متشبعا بالوطنية يستمد قوته من الله ومن شعبه ولا يرتبط بعلاقات التبعية للخارج ولا تهمه القرارات الدولية ولا يخضع للوصاية التي تقيده عن خوض معركة الحرية والكرامة.
إن النفوس المسكونة بالجبن والخوف وتدافع عن أشخاص، لا يمكن لها أن تحرر الوطن من مغتصبيه، فالخونة لا يقدرون على استعادة الحقوق المغتصبة والأوطان المختطفة لا يحررها سوى الأحرار وليس عبدة الأشخاص وزبانيتهم المتآمرين على أوطانهم والمتحالفين مع أعداء الوطن الذين يتقاضون ثمنا لخيانتهم وعمالتهم.
وأنا هنا أرى أن الوقت قد حان لأن يشكل الأحرار أنفسهم في الداخل والخارج في كيان وطني يحمل على عاتقه تحرير كامل الأرض اليمنية وإنجاز حق الشعب اليمني في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة مستندين في ذلك إلى حق شعبنا التاريخي في أرض الآباء والأجداد وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وما كفلته الشرعية الدولية.