كانت عيون ملايين من اليمنيين ومعهم أسر وأقارب الأسرى المعتقلين في سجون ومعتقلات عصابة الحوثي متسمرة في جنيف تترقب إطلاقهم، كونهم ليسوا مجرد أبناء الوطن المغيبين بفعل السجن، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا من أجل اليمن وكانوا أيقونة الحرية الذين ينتظرهم الوطن وتنتظرهم أسرهم، لكن النتائج كانت صادمة ، إذ حصل وفد الشرعية على ١٨١ أسيرا مقابل ٧٠٦ لعصابة الحوثي الإرهابية.
ولا ندري لماذا هذا العدد الضئيل الذي حصل عليه وفد حكومة الشرعية، على الرغم من وجود الآلاف من المعتقلين في سجون العصابة الإرهابية، هل يعود ذلك إلى عدم وجود قوائم لدى الوفد المفاوض، أم أن الوفد لا يعنيه سوى أسماء معينة، أم يعود ذلك إلى ضعف في الفقه السياسي والحقوقي لدى الوفد، هناك أسماء تم تسليمها لرئيس الوفد على سبيل المثال لا الحصر، صالح مسعد البيل ، جار الله عبد اللطيف البيل، عبد اللطيف البيل ، آدام فيصل البيل ، عمر مسعد عباد، محمد أحمد البيل ، أحمد صالح الكريت ، فهد عبده فاتق، عطية صالح ثابت، عصام علي عباد، محمد محي الدين الكريت ، ماهر صالح محي الدين، محمد علي صالح النسيم، شمسان صالح النجار، عدنان حسين الضريبي، عبده محي الدين الكريت .
كان المعتقلون وأهاليهم يتطلعون من الشرعية إلى جهد سياسي وحقوقي وقانوني وإنساني، يدفع المحكمة الجنائية إلى فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها عصابة الحوثي بحق الأسرى والمعتقلين، لكنهم اليوم يتطلعون إلى أدنى حقوقهم المتمثلة بالضغط على إطلاق سراحهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا لا تضغط حكومة الشرعية في إجبار العصابة على تحرير الأسرى بصفقات التبادل؟
لقد غابت الحكومة وبعثاتها الدبلوماسية عن إيصال قضية الأسرى للدول والمنظمات، والضغط على مجلس حقوق الإنسان لتشكيل لجنة تحقيق دولية واللجوء إلى الرأي العام العالمي لتسليط الضوء على هذه العصابة الإرهابية وضرورة فتح موضوع المساءلة والملاحقة الجزائية لجرائمها، خاصة وأن اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسريا نص على إطلاق الجميع دون أي شروط ولا يحق لأي طرف الامتناع عن تسليم أي شخص تم أسره أو اعتقاله أو القبض عليه لأي سبب.
لم تتعامل حكومة الشرعية مع ملف الأسرى، بوصفه ملفا حقوقيا وسياسيا ودوليا، لذلك خضعت لتحكم وسيطرة عصابة الحوثي التي أجبرتها على تقديم تنازلات على حساب أولئك الذين خاضوا معارك بطولية مع هذه العصابة وكانوا جزءا أساسيا في ترسيخ مقومات الشرعية، ولا أدري لماذا يقبل وفد الشرعية استلام جثمان البطل محمد قحطان دون أن يطالب بفتح تحقيق مع قاتليه، ولماذا لم يكن اسم البطل محمد البشاري المحكوم عليه بالإعدام من قبل هذه العصابة ضمن المحررين؟