مضى خمسة أشهر على تصنيف مجلس القيادة الرئاسي الحوثيين بوصفهم جماعة إرهابية، ولم يتغير شيء على الأرض، على المستوى الميداني لم يجر دعم الجبهات ولم يتم متابعة الدول لانتزاع اعتراف منها بالتصنيف، فبالرغم من سفريات وزير الخارجية التي لو دخلت موسوعة جينيس لفاز بها ، لكنه لم يقنع دولة من هذه الدول بالاعتراف بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ، وعلى الرغم من وجود سفارات وسفراء ، لكنهم مشغولون بأمور خاصة بهم وبأولادهم .
قبل أيام شنت عصابة الحوثي الإرهابية هجوما على مأرب وعلى الضالع ولحج ، تخيلوا المواجهات في الضالع ولحج وليس في صنعاء ، وكان الهجوم الأكبر على موكب وزير الدفاع ورئيس الأركان ومحافظ تعز ، الذي قال عنه المحافظ استمر لمدة أربع ساعات ولم يأت أي رد عليه من قبل مجلس العليمي ونوابه وكلاء الإمارات طارق وعيدروس، كل الذي سمعناه أن المجلس يناقش آليات التصدي لمواجهة تلك الهجمات ، فاتضح لنا فيما بعد بأن هذه الآليات أسفرت عن تشكيل وفد للتفاوض مع الحوثيين.
لو كان أعضاء مجلس القيادة اعترفوا بفشل السياسات والاستراتيجيات التي يتبعونها، خاصة وأنهم جاؤوا لتصحيح خطأ هادي كما قيل لنا، وليفتحوا باب المراجعة لفشل عمره ثماني سنوات عجاف وأجروا فيما بينهم حوارا وطنيا يؤسس لاستراتيجية وطنية تستعيد بناء الدولة ونظامها السياسي، لكن كيف يفعل ذلك من كان وكيلا للسعودية والإمارات، فمن كان وكيلا للسعودية والإمارات لن يعد نفسه للتحرير.
سأختم بما قاله الكاتب اليمني حسن عبد الوارث، إن أشد ما يحزنني، ليس منظر الدماء والدموع والدمار، فهذه سنة الحرب في كل زمان ومكان، إنما الأكثر إيلاما من هذا وذاك، مشهد السقوط الأكبر، سقوط المرء في مهاوي الخيانة والعمالة والارتزاق، انقسموا إلى فسطاطين ، خليجي وفارسي ولا مكان لليمن بينهما، وقد يكون مقبولا عمالة القائد السياسي أو شيخ القبيلة ، لكن أن يتحول المثقفون إلى عملاء وبالجملة يركعون في الرياض وأبو ظبي وبين يدي الحوثي فذلك مالا يقبله عقل ولا تقبل به الطبيعة لكن قبلت به اليمن .