إنكم تجتمعون هذه المرة بكامل عددكم وبحضور أجسادكم، وهذا يجعلكم تتمتعون بالقدرة على تخطي ذواتكم، لكي لا يستمر الحوثي ثماني سنوات أخرى، يجب أن تكونوا جاهزين لتخطي ذواتكم، لأن دوركم هو خدمة اليمن وليس خدمة أنفسكم، من أجل ذلك يتطلع الشعب اليمني إلى أن تضعوا مصلحة اليمن والقضية التي كانت سببا في وجودكم في مجلس القيادة فوق كل اعتبار.
إذا أردتم أن يسجلكم التاريخ في أنصع صفحاته يجب ألا يبقى كل واحد فيكم يميز نفسه عن الآخرين، أو يحاول أن يسبق الآخرين على القيادة، لأنكم إذا استمريتم بهذه العقلية، فلن تصلوا إلى شيء، عليكم أن توقفوا هذا السباق العدمي، يجب أن تتواضعوا وتضعوا كل الاعتبارات الخاصة جانبا.
فإذا بقيتم تخوضون معركة اليمن بمطامحكم الشخصية وبمشاريع وهمية، فستدفعون الثمن وسيدفعه الشعب اليمني دون حول منه ولا قوة ولسنوات أخرى، فجميع المؤشرات تؤكد لكم أن العالم قد تخلى عنكم وأنه مشغول بقضايا أخرى، ولكي تعودوا ويعود معكم الشعب اليمني إلى الواجهة، عليكم أن تلتقطوا اللحظة وتكونوا شركاء لا أجراء.
لا تحكموا على أنفسكم ولا على الشعب اليمني أن يعيش في المجهول، يجب أن تعملوا اعتبارات للغد وللمستقبل، فقد تعب الشعب اليمني وهو بأمس الحاجة اليوم للاستقرار، ولن يستقر هذا الشعب إلا إذا تحليتم بالمسؤولية وحليتم مشاكلكم الخاصة، لأن تأجيلها سيجر وبالا على اليمن واليمنيين.
لقد حان الوقت لأن تواجهوا مشاكلكم بكل شجاعة وأن تتوقفوا أمام المشكلة الرئيسية وهي عصابة الحوثي الإرهابية وتذهبون إلى مواجهتها في ظل قراءة دقيقة للظروف المحيطة بكم وعليكم أن تضعوا أمام أعينكم أن هذه العصابة ليست مع السلام ولن تذهب إليه ألا وهي صاغرة، فقد سبق أن انقلبت على اتفاق السلم والشراكة وانقلبت على حزب الإصلاح وجماعة ٢٠١١، وانقلبت على صالح والمؤتمر، وهي اليوم تمتلك ترسانة من الأسلحة ولديها مشروع تسعى إلى ترجمته على الأرض وهو الحق الإلهي وأحقيتها بالحكم.
إن الحلول موجودة وعليكم فقط السعي إليها، فمن السهولة أن تكونوا كبارا إذا أردتم وتعيدون اليمن كبيرا كما كان، فهو بلد غني إلى أقصى الحدود، فقط يحتاج إلى أشخاص أكفاء يحبونه ويديرونه بطريقة صحيحة، فمشكلتنا إدارة من جهة ومشكلة سيادة من جهة أخرى، وأول طريق الإصلاح هو تشكيل حكومة وطنية واختيار أكفأ من يمكن إدارة شؤونها، فالأسماء ليست مهمة، بقدر أهمية الاستراتيجية، وإذا لم تلتقطوا هذه اللحظة فستجدون أنفسكم فجأة تلتفتون حولكم ولن تجدوا سوى أنفسكم فرادى، فلا ترتكبون الخطأ نفسه الذي ارتكب في ٢٠١٤.