استدعاء تجربة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عند أي خلاف بين المكونات السياسية الجنوبية، أو بين أطراف وأجنحة أي مكون منها، ليس له ما يبرره سوى أن هناك من يحاول أن يتهم طرفا ما بأنه امتداد لتلك التجربة. وكأنه بذلك لا يراه مؤهلا لحمل مشروعهم السياسي المشترك.
انفعالات لا تتناسب مع صعوبات وتعقيدات الواقع السياسي المعاش.
ما يعيب هذا المسلك هو الهروب من مواجهة مشاكل هذا الواقع المركب الذي يتحركون فيه مع شركائهم إلى فضاءات لم يعد أحد منهم ينتمي إليها، وأن توظيفها بهدف الضغط على الشريك ليس سوى مجرد استقواء سياسي لا يفهم منه سوى أن لغة الحوار بين هذه الأطراف تحتاج إلى مفردات تستمد من الحاجة لترشيد السياسات التي تتعاطى مع هذا الواقع المعقد... أما تجربة اليمن الديمقراطية فلا داعي لإقحامها في هذه الخلافات، فهي تجربة لها إيجابياتها ولها سلبياتها، وتقييمها يحتاج إلى "عقل فعال" لا إلى "عقل منفعل"، وهناك تاريخ أولى بتقييمها بعيدا عن التوظيف السياسي.