;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

هل الحوثيون جادون بشأن التسوية السياسية؟ 774

2023-04-29 01:37:08

من يقرأ ما بين السطور سيدرك أن ذهاب السعودية إلى صنعاء الهدف منه الانسحاب من استحقاقات الحرب وليس من أجل اتفاق سلام دائم ، وهم يعلمون أن الحوثيين ليسوا جادين بشأن التسوية السياسية ، وأن من رفض تقاسم السلطة وهو قادم من خارجها ، لن يتقاسمها وهو يملكها ، لكن السعودية ترى أن الحوثي سيمكنها من التحلل من تبعات الحرب وفقا للقانون الدولي ، وسيفاوضها على بعض المكاسب الخاصة به ، خاصة وأن الطرفين يتقاسمان العداء للجمهورية والديمقراطية .

ذهبت السعودية إلى صنعاء للجلوس مع الحوثيين بعدما أدركت أن الشرعية قد تم طمسها وأزيلت من الوجود واستبدلت بمجلس قيادة أغلب أعضائه زعماء مليشيات لا يجمعهم جامع ، سوى تبعيتهم للخارج وغير متفقين حتى على المشروع الوطني ، ولذلك لم تفاوض الحوثي على ما للشعب اليمني من فتح الطرقات وإطلاق المعتقلين والسجناء واستعادة الدولة ومؤسساتها والاحتكام للإرادة الشعبية ، بل ذهبت لتفاوضه على أن تفتح له مطار صنعاء وميناء الحديدة وتسلمه مرتبات الموظفين إلى يده ليتصرف بها كيفما شاء .

فهل نحتاج إلى التأكيد بأن ما يجري لن يفضي إلى سلام ، وأن الحوثيين لن يتنازلوا عن مشروعهم في الاستحواذ على اليمن ، خاصة بعد مطالبة محمد البخيتي الآباء بشراء حصالات لأبنائهم ، لكي يتبرعوا بأموال الحصالات لدعم المجهود الحربي وصناعة الصواريخ كما قال ، وما تسعى إليه السعودية ويدركه الحوثي ، هو الاتفاق على هدنة وفتح المطار والميناء ودفع المرتبات ، فالسعودية فتحت الأولوية للانسحاب من الحرب وليس التوصل إلى تسوية سياسية .

من الواضح أن الحوثي استغل وجود الوفد السعودي في صنعاء وبدأ يروج إلى أنه يفاوض من أجل فتح مطار صنعاء لرفع معاناة الشعب ، وهذه كذبة كبيرة ، لأن معاناة الناس لا تقتصر على إغلاق المطار فحسب ، بل تتعداها إلى إغلاق الطرق التي يتحكم في إغلاقها ويستثمرها في معاناة الناس ، فما الذي يجعل هذه العصابة تصر على إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى عدن واستبدالها بطرق التفافية ووعرة ، وما الذي يجعلها تغلق مداخل مدينة تعز التي تفصل بين الحوبان والمدينة بضع دقائق وتلجئ الناس إلى استخدام طرق التفافية وعرة وصعبة الوصول ، طالما وهم يصلون إلى المدينة عبر هذه الطرق الوعرة ، سوى الاستثمار في معاناة الناس ؟

بطبيعة الحال ، إصرار الحوثي على الاستمرار في إغلاق الطرق وعدم إلزامه من السعودية أو من قبل الأمم المتحدة بفتحها ، يؤكد عدم التزامه بالسلام ، يشجعه على ذلك عدم وجود طرف يمثل اليمنيين يخوض الحوار معه ، فهو لا يعترف بمجلس القيادة ويعتبرهم مجرد دمى للسعودية والإمارات ، وهو يدرك بأنه سيخوض لعبة انتظار سيكون الفوز فيها من نصيبه ، وبذلك لن يقايض مشروع الولاية بالديمقراطية التي يتقاسم مع السعودية العداء لها .

مما سبق ، يتضح لنا أن الحوثيين يرون أن السلام يقوم على الموافقة على مشروعهم المطروح ، بحيث يتحول اليمنيون إلى كائنات خادمة لهم ، مقابل السماح لهم بالأكل والشرب بلا حقوق سياسية ، لذلك ، فإن آمال السلام ستظل بعيدة كل البعد عن الواقع ، والحوثيون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه ، كونهم خارقين ، سواء في المعركة أو على طاولة المفاوضات ، بل كانوا يعرفون منذ بداية الحرب أنهم ليسوا المستهدفين منها وأن التحالف جاء لدعمهم وليس لدعم الشرعية ، وكانوا يدركون بأن التحالف والمجتمع الدولي سيطالب بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ، ولن يطالب بفتح الطرقات ، لكي يظل الحوثي متحكم بحرية الناس وتنقلاتهم .

كل ما يريده الحوثي ، هو الحصول على اعتراف دبلوماسي والحصول على مزيد من الأموال ، وكل ما تريده السعودية هو التخلي عن التزاماتها تجاه إعادة إعمار اليمن ، ومن هنا سيخوض الطرفان مفاوضات طويلة المدى ، بدأوا يمهدون لذلك بتسريبات أن المفاوضات فشلت ، بسبب رفع سقف المطالب من قبل الحوثيين ، لكي تطوع اليمنيين للقبول بذلك وتقديمه على أنه إنجاز ، إضافة إلى منح الحوثيين ميزة الانتصار أمام أعضائهم الذين يرون أن الاتفاق مع السعودية ، هو تخل عن دماء الشهداء ، خلاصة القول ، إن اليمن لن تشهد سلاما بهذه الطريقة ، وعلى اليمنيين أن يلتفوا حول مشروعهم الجمهوري لإرغام الجميع على السلام العادل .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد