سنعبر عن تمسكنا واعتزازنا بوحدتنا بالاحتفال بها أينما وجدت أجسادنا، في القرى والمحافظات والمدن وفي كل بقاع العالم، سنرفع أصواتنا احتفاءً بوحدتنا الاجتماعية والسياسية، سنشعل الشموع والأضواء الكهربائية وسنعبر عن تواصلنا من خلال الاحتفالات الجماعية والفردية، وسنسجل المقاطع الصوتية والمصورة لنطل بها على بعضنا البعض، فليس من المعقول أن ترتفع أصوات الانفصاليين والمستأجرين لدول أخرى وتخفت أصوات اليمنيين المرتبطين بوطنهم الكبير.
نحن نسمع أصوات الانتقالي المنادية بتمزيق الوطن والمجتمع، ونسمع أصوات الحوثيين المنادية بولاية الإمام الفقيه، فلترتفع أصوات المنتمين إلى اليمن وإلى الوحدة التي جعلت اليمنيين يعيشون سويا في دولة واحدة تسود فينا المحبة، بينما الآخرون يريدون لنا أن نعيش ممزقين تأكلنا الكراهية ويسيطر علينا الحقد، يريدون منا أن نكون حطبا لحروبهم ونريد منهم أن يكونوا زيتا لقماقم السلام.
هناك دول عاشت وما زالت تعيش مخاوف من يمن موحد قوي، ففتحت جبهات ضد الوحدة والوحدويين ووجدت من تستأجرهم من أبناء البلد ليكونوا عونا لها ضد بلدهم وأهلهم يريدون العودة بنا إلى زمن الفرقة والانقسام وإلى زمن الخصومات والنزاعات وإلى عصر الهويات المناطقية والطائفية، يرفضون الهوية اليمنية الكبرى، يبحثون عما يفرق اليمنيين لا على ما يجمعهم.
إن التاريخ لا يرحم من يسمح له بأن يكرر نفسه أو ذاك الذي لا يتعظ من تجارب الآخرين، لقد كان مثال اليمن المشطر التي برعت في تدمير نفسها أيام التشطير جليا، وهناك اليوم من يريد إثخان حالة التشظي في جسد الشعب اليمني بأمراض العصبية والمناطقية بأشكالها المختلفة ويرفض إيقاد شمعة الوحدة في ليل شعب لديه ما يكفي مما يجمع بينه ولا يفرقه.
عليكم أيها الوحدويون أن تعتزوا بوحدتكم فهي مازالت لباسا يستر عورات المعتوهين ممن يعادونها وهوية لمن يبحث عن هوية غيرها، فمازال كل أدعياء الانفصال يتقلدون وظائفها ويحملون جوازات سفر باسمها، تحتضنهم وهم يحتضنون أوطانا أخرى غير وطنهم، وكأن جيناتهم تحمل العبودية وترفض الحرية، تعشق الدونية وتأبى العلو والرفعة.
لنحتفل بوحدتنا فنحن لسنا من عشاق الفرقة والانقسام ولا من عشاق التشظي والانفصام، فاحتفالاتنا بالوحدة سترفع المرآة لكي يرى الانفصاليون وجههم القبيح فيها، فنحن نميز بين الوحدة ومن يحكم الشعب، فلا يظلوا يبرروا سقوطهم وتبعيتهم للخارج بأخطاء ارتكبتها السلطات الحاكمة ليسقطوها عداوة على وحدة المجتمع وجغرافيته وتاريخه المشترك.
لماذا تحول الانفصاليون إلى أبطال وهم يدعون إلى ما يفرق اليمنيين لا ما يجمعهم، بينما دعوات الانفصال مجرمة في كل دول العالم، وفي بلادنا أصبحت الوحدة مجرمة والوحدويون منبوذون، دعاة الانفصال يحكمون باسم الوحدة ودعاة الوحدة مقصيون باسم الانفصال، يمزقون المجتمع بدلا من توحيده ويجرمون التعبير عن الوحدة ويشجعون التعبير عن الانفصال، لنحتفي بعيد الوحدة ونتحدث بصوت يمني مبين ونفتخر بهويتنا اليمنية.