;
علي أحمد العِمراني
علي أحمد العِمراني

الجنوب يقود اليمن! 2-1 640

2023-05-14 21:33:53

يعبر المشروع الانفصالي في اليمن، عن أطماع ومصالح خارجية، ترى في تقسيم اليمن، مصلحة لها؛ ويقوم أصحاب تلك المصالح، بالتمويل، والتحريض والتحريش، في سبيل تحقيق تلك الغاية الشريرة؛ تقسيم اليمن.

shape3

ولو أن الانفصاليين، مستقلين عن التبعية الخارجية، لكان الأجدر بهم، العمل على استعادة الدولة اليمنية كلها، أي الجمهورية اليمنية مستقلة كاملة السيادة، وهناك فرصة تاريخية، لأن يقود الجنوب؛ كل اليمن؛ شماله وجنوبه.

وأقول؛ الجنوب يقود اليمن، ويدير ويدبر ويرتب مع كل الخيرين من أبناء اليمن، وليس المعنى أن يسيطر ويهيمن ويتحكم جهويا مثلا؛ فالقيادة بالمفاهيم الصحيحة مسؤولية والتزام تضمن الشراكة والعدل، ولا تعني الاستحواذ، والإقصاء، أو الاستبعاد.

وأما المشاريع الانفصالية، فإنها تقوم عادة؛ على نزعات منها ما هو عنصري؛ ومشروع الانفصال يتضمن فكرة أن الانفصاليين؛ لا يقبلون العيش؛ مع بقية إخوانهم المواطنين اليمنيين؛ في تعز وصعدة وتهامة، وصنعاء؛ تحت سقف وطن واحد، ولا يخفى الردح والسباب، والممارسات، والشيطنة التي يقوم بها الانفصاليون ضد الشمال، والشماليين، وضد الوحدة. وفي أوقات سابقة، كانت تحدث هذه الشيطنة ، المفرطة، ضد فئات أخرى، ليس فيها شمال وجنوب؛ هل نذكر بتلك الشيطنة وضحاياها الأبرياء الكثر؟! لا نود أن نبدو كمن ينكأ الجراح، فما يزال التاريخ حيا ينبض، وما يزال كثير من شهوده أحياء... وحذار من تكرار المآسي. ويكفي المأساة الكبرى التي تسبب فيها الحوثي.

في لقائهم التشاوري؛ تحدث الانفصاليون عن أسس ومنطلقات، للحكم، في الدولة التي يقولون إنهم يريدون استعادتها؛ في الجنوب؛ وكان يفترض في نقاش يجري في عدن، في هذه المرحلة التاريخية، وعدن عاصمة، أن يشمل اليمن كلها، وكان بالإمكان وضع الأسس والمنطلقات، ليمن ما بعد الحرب؛ وفي الحقيقة، قد لا تنقصنا الأفكار وتشخيص المشكلات وحلولها، وهي ليست غائبة عن أدبيات الماضي، ولكن المشكلة، ظلت تكمن في الممارسة والتطبيق، وهذا ما قاومه الشعب؛ من خلال ثورة أو انتفاضة 2011 التي هدفت إلى الإصلاح والتصحيح والإنصاف؛ لكنها اخترقت واستغلت وقوضت؛ من قبل جهات خارجية، وداخلية؛ بما في ذلك؛ الحوثي، ومشروع الانفصال، وقوى الثورة المضادة الأخرى، في الداخل والخارج. وكان يفترض أن تجب تلك الثورة ما قبلها، وتقدم الحلول لكل القضايا بما في ذلك القضية الجنوبية، وقد حصل توافق، أن يكون الرئيس من الجنوب، وبذل محاولات جادة وحقيقية، وقال وهو صادق، بغض النظر عن الإخفاقات الأخرى، إنه قدم حلولا للجنوب، أفضل مما تضمنته، اتفاقية الوحدة، والعهد والاتفاق. ومع ذلك بقي النزاعون إلى الانفصال على ما هم عليه.

ويبقى السؤال؛ ما هو النظام الذي يصلح لأبين، أو شبوة؛ ولكنه لا يصلح للحديدة، أو البيضاء، وتعز، أو مأرب أو صعدة وحضرموت والمهرة.. وكأن الانفصاليين لا يدركون وجه الشبه، والتطابق بينهم وبين المواطنين، في كل ربوع اليمن، وكذلك المشتركات الكثيرة حتى مع مواطنين خارج حدود اليمن، في الدول العربية المجاورة. ولعلهم يفهمون أن القبيلة على الحدود اليمنية السعودية؛ على طول الحدود، وفي صعدة، مثلا؛ مقسومة بين اليمن والسعودية، وقال السفير ال جابر، إن هناك أكثر من مئتي قبيلة على الحدود مشتركة بين البلدين؛ وأعني هنا؛ أنه إذا كان التطابق والتشابه كبير بيننا وبين من هم خارج حدود اليمن؛ فما بالنا بمن هم داخل هذه الحدود.

وقد يحتج بعضهم بالخلاف المذهبي، ويقولون؛ لا نريد العيش مع الزيود! ولكنهم قد يعلمون، أن الدولة السعودية؛ جارتهم الأقرب؛ تضم الشيعة الإسماعيلية والأثنى عشرية، إلى جانب السنة، والجميع يعيشون، في سلام ووئام، في ظل دولة حازمة محترمة، ولم يقل عبدالعزيز آل سعود، هؤلاء شيعة ما نريدهم! نضرب هذه الأمثلة، مع قناعتنا بإمكانية قيام دول متعددة الأديان والأجناس والألوان؛ ولا يمنع ذلك من التعايش؛ والنجاح؛ بل إن تلك الدول المتعددة قد تكون عظمى! والحقيقة؛ فإن كل الدول العظمى عبر التاريخ متعددة الأديان والمذاهب والأجناس!

والحقيقة المرة؛ إن المشروع الانفصالي في اليمن؛ إنعزالي ، وحتى عنصري، فلسان حالهم يقول؛ إنهم لا يطيقون العيش؛ حتى مع الشوافع في تعز ومأرب؛ وكل ذلك بفعل التعبئة والتضليل، والخطاب المهيج الممنهج، والتمويل وشغل الدوائر الخارجية.

ومعروف حجم ومستوى الشيطنة ؛ للوحدة ولكل ما هو شمالي؛ وقد نال المناضل الرئيس عبدالفتاح إسماعيل؛ من الشيطنة نصيب وافر، باعتباره من مواليد الشمال! ويعبرون الآن ؛ عن عنصرية مقيتة إزاء النازحين من الحرب؛ والشماليين الذين سكنوا في الجنوب؛ بعد 1990! وتحدثوا في "الميثاق" عن حماية السجل العام الديمغرافي، ما قبل العام 1990! وأين هم من أبطال الاستقلال، فعلى الرغم؛ من حماسهم الثوري وأخطائهم؛ فلم ينبشوا السجلات المدنية؛ في عدن، ويطردوا، المواطنين؛ من أصول شمالية، أو هندية أو إفريقية أو غير ذلك!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد