تمر علينا الذكرى الثالثة والثلاثون من عمر الوحدة اليمنية، ونحن بين خيار الحرب والسلام، بين التمزق والتمسك بالوحدة، بين الخوف والأمل، جميع شعوب العالم تعيش حالة من الاستقرار والأمن، وكثير من الناس يعيشون في ظل حكومات انتخبوها ونحن نعيش حالة فوضى وتمزق في ظل حكومة اختارتها لنا المملكة العربية السعودية والإمارات، حكومات العالم تسعى إلى تحرير شعوبها من الاستعمار والفقر ونحن الشعب الوحيد الذي تسعى حكومتنا إلى إفقارنا وإعادتنا إلى زمن التبعية والاستعمار.
نحن اليوم نعيش في كنف الميليشيات التي تسعى إلى تحقيق طموحاتها وإجبارنا على العودة إلى الخلف واستحضار الماضي، فعلى الرغم من أننا نعيش في عالم مترابط ومتصل ببعضه البعض، إلا أن هذه الميليشيات تريد العودة بنا إلى حالة التمزق والتشظي وتصر على تغذية التعصب الطائفي والمناطقي.
لهذا نحن مدعون للاحتفال بعيد الوحدة أفرادا وجماعات، من يستطيع أن ينظم مهرجانا فليفعل، ومن يستطيع أن يطل بفيديو مسجل فليفعل، ومن يستطيع أن يرفع علم الجمهورية اليمنية في شرفة بيته أو على جدران سيارته أو في تغريدة له فليفعل، لنوصل رسالة للعالم بأننا شعب واحد وخيارنا واحد هو المضي نحو المستقبل موحدين ولن نترك تلك الأرواح الشريرة تسحبنا نحو الماضي لتستعيد بنا دوامة العنف وتغرقنا بالمزيد من الفوضى.
اختيارنا لأن نكون موحدين هو اختيارنا للأمل بدلا من الخوف والمستقبل بدلا من الماضي، نختار الوحدة لكي نكون مثل بقية شعوب العالم ولكي يكون اليمن مثلما يريده أولادنا أن يكون، ونحل مشاكلنا بروح من المصلحة المتبادلة وألا نترك أدعياء الانفصال ينزلقون بنا إلى عهد التنافسات المدمرة التي تغذت عليها حروب الماضي.
وإذا ألقينا نظرة على ما وراء حدودنا وخاصة الوحدة الألمانية، فسنجدها تعاني مما عانته الوحدة اليمنية مع الفارق أن النخب السياسية الألمانية نظرت بصورة متعاونة، على عكس نخبنا التي تصرفت بصورة الرفض والنفي، ومع ذلك فإن المستقبل يحتم علينا كشعب أن نتعاون لكي نخرج من دائرة الصراع.
علينا أن نتمسك بالوحدة وبقوة، لأن رفضها يدفعنا إلى الإيمان بالحروب وتلك فكرة مضللة يلوذ بها الانفصاليون الذين لا يمكنهم بناء دولة أو حتى قيادتها، وبالتالي ليس لديهم ما يقدمونه للشعب اليمني سوى الأحقاد والكراهية، فلا توجد مظلمة يمكن أن تبرر الانفصال، لذلك علينا أن نقف في وجه أدعياء التمزيق ونرفض بثبات عقيدة الدعوات الطائفية والمناطقية، فليس هناك أطفال يولدون وفي قلوبهم حقدا أو كراهية، لكن الحوثي والانتقالي يزرعون مثل ذلك، ومواجهتنا لهم يكون بمزيد من الوحدة والالتفاف حول الوطن.