كما هي عادته معظم الأيام ذهب رجل الأعمال جميل الشجاع وهو من أبناء مديرية بعدان محافظة آب ، ذهب للمقيل في مكتب شركائه في العمل في العاصمة صنعاء يوم الأحد 27 أغسطس 2023م، ولم يكن هناك ما هو غير مألوف أثناء جلسة المقيل فقد كان على تواصل مع أسرته، ومع زبائنه ويتفقد أعماله كما هي عادته، وكان آخر تواصل له مع أمه هو الساعة العاشرة والربع مسا، يسأل عن صحتها وهل تناولت (الدواء)؟
ومعروف عنه تعلقه الشديد بأمه وعندما يكون خارج البيت يظل على تواصل معها ما بين الساعة والأخرى...
لكن الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل حملت أخبارا فاجعة لأسرته، فقد تلقى ابن عمه اتصالا من أحد الذين كانوا مع الضحية تخبره: إن ابن عمه جميل قد ( كوّن ) نفسه وعليه الحضور لإسعافه، وبعد خمس دقائق من الاتصال الأول وبينما كان ابن عمه في طريقه إليهم تلقى اتصالا من نفس المصدر وأخبروه أن ابن عمه (جميل) قد فارق الحياة، وصل ابن عمه إلى مسرح الحدث وأخبروه أن جميل قد قتل نفسه بطلقة من مسدسه، وبعده بدقائق وصل مدير قسم (26 سبتمبر) وعندما وصل قال مباشرة: هذا قتل نفسه؟؟؟
وصل المعمل الجنائي وعاين مكان الحادثة بصورة ضيقة جدا، وقد قالوا من كانوا مع جميل إنه أخذ مسدسه ودخل إلى الحمام وتوضأ ثم خرج وصلى، وبعدها أطلق النار على نفسه وهو فوق السجادة!!!.
وهذه والله من أعجب العجائب. فقد عرفنا أن البعض عندما يتم إخراجهم إلى ساحة الإعدام يطلبون أن يصلوا ركعتين قبل تنفيذ القتل بهم، لعلها تنفعهم عند الله فالموت هنا إجباري، أما رجل حالته المادية فوق الممتازة وكان في طريقه بعد أيام للسفر إلى الخارج من أجل عمل تجاري كما هي عادته، ورجل لا يقطع فرضا بشهادة من عرفوه وبارا بأمه فكيف له أن ينتحر وفوق السجادة؟
فالمنتحر يكون في أضعف حالاته الإيمانية، وفي الأغلب يعاني من بؤس وفقر شديد!
مدير القسم تعامل مع كل الذين كانوا مع الضحية في المقيل ووقت الحادثة على أنهم شهود!
حتى أنه كان عندما يحقق معهم يسأل كل واحد منهم: ما هي علاقتك بالمنتحر؟؟ كما أفاد بذلك ابن عم الضحية.
أما أعجب العجائب والتي لا أعتقد أنه قد حدث مثلها على الإطلاق، وهي قيام القسم بتحويل القضية إلى النيابة صبيحة اليوم الثاني مباشرة. صباح (الإثنين) بعد ساعات من الحادثة؟
إذا كانت حادثة سرقة (دبة غاز) تستمر ما بين القسم والبحث أيام وربما أسابيع قبل تحويلها إلى النيابة فما بالكم بالنفس البشرية؟
أن هذا لشيء عُجاب، أننا هنا نطالب الجهات المعنية بالتدخل وإجراء التحقيقات اللازمة وإعادته إلى البحث الجنائي وأخذ الموضوع ما يستحقه فنحن هنا أمام ذهاب نفس بشرية؟
إذا لم يجد المواطن العدل والإنصاف عند هذه الجهات فاين يجده؟
تحمّلوا مسؤوليتكم هنا قبل أن تقفو غدا أمام الحاكم العادل الذي لا تخفى عليه خافية، نريد الحق وليس غير الحق فهل أنتم فاعلون؟ رحمك الله يا جميل الشجاع وتعازينا لكل أهلك وأسرتك ومحبيك، كن على ثقة أن الله سيخرج ما كانوا يكتمون.
