تكشف السلالة الحوثية الفارسية عن مشروعها الحقيقي في ترسيخ مبدأ العنصرية، من خلال منح نفسها صك الاصطفاء بالحكم والعلم كامتداد إلهي، وورث نبوي إلى قيام الساعة، وهو ما يتعارض مع الشرائع السماوية العادلة والقوانين والأنظمة الجمهورية للبلاد، كما تعمل على تحويل المجتمعات إلى عبيد، وتجرّم اختيار الحاكم، لأنها تزعم بتكليف المتخلف عقليا زعيم جماعتها عبدالملك الحوثي من الله الحكيم العادل، ولا يحق لأحد مناقشة هذا الموضوع أو مجرد التفكير به.
هذه الأفكار الحوثية محاولات سخيفة لتجيير المجتمع لصالح السلالة الفارسية باسم الدين، وكأن اليمن إرث للمتوردين السلاليين، ويجب على المجتمع اليمني رفض أفكارها الطائفية وخطابها العنصري الاستعلائي، ومواجهتها بكل الوسائل والأساليب المختلفة، ودحض أوهام الاصطفاء العرقي، الذي ثار عليه الأجداد في 26 سبتمبر 1962، ويقاومها الأحفاد اليوم بكل شجاعة واستبسال وكبرياء.
وعلى العلماء والدعاة والمثقفين والإعلاميين توضيح وشرح خطورة نظرية الاصطفاء وعدم إفساح المجال لانتشارها، كما يجب على الجيش الوطني ومعه كافة الأحرار من كل أرجاء اليمن إلى حسم المعركة واجتثاث السلالة الفارسية حتى تصبح من الماضي، مع الانتباه لعدم تكرار أخطأ ثوار 26 سبتمبر في إسقاط الإمامة وترك جذورها الفكرية ضاربة في المجتمع اليمني، وعلى الدولة تجريم اعتناق أي فكر يقوم على دعاوي الاصطفاء والأحقية والولاية والسلالة وغيرها من المصطلحات التي قد تحول حياة اليمنيين إلى جحيم وتدفع الأجيال القادمة بسببها ثمنا باهضا من دمائهم وأمنهم واستقرارهم وكرامتهم، وبات من الضروري إشعال ثورة وعيٍ فكري كوسيلة مهمة لمحاربة الأفكار الفارسية قبل توسعها.
وسيضل سبتمبر مرجعنا الوطني العظيم لمواجهة الفكر السلالي وأهدافه حددت ضرورة العمل على إلغاء كافة التقسيمات بين الناس وإزالة الفوارق والطبقات بين أفراد المجتمع، ومعركتنا اليوم هي امتداد لتحقيق أهداف سبتمبر المجيد ودفن مشروع الدجل والخرافة والكهنوت إلى الأبد.