هل يريد حكام العرب وقف إبادة غزة وهل هم قادرون على وقفها؟
نعم.. هم قادرون ولكنهم لا يريدون!
والدليل على أنهم لا يريدون هو في نتائج القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض وانتهت ولم يتخذوا إجراءً واحداً ضاغطاً مثل:
**سحب السفراء من الكيان الغاصب والولايات المتحدة
أو قطع العلاقات معهما أو التهديد بذلك على الأقل!
**الضغط الاقتصادي وهو على مستويين:
المستوى الأول إعلان وقف الاستيراد من أوروبا والولايات المتحدة واليابان
المستوى الثاني خفض كمية تصدير النفط العربي حتى يتم وقف الحرب على غزة
وبالطبع فإن هذا الخفض سيرفع فوراً أسعار النفط الذي تتحاشاه أمريكا وأوروبا واليابان… إلخ
سيتساءل بعض المتنطعين: خفض النفط مرة واحدة؟
وأقول لهم: نعم.. ألم يقطع العرب النفط أثناء حرب 6 أكتوبر 1973؟
غزة اليوم تستحق التدخل العربي أكثر من أي وقتٍ مضى منذ نصف قرن!
لقد تلقّت غزة لوحدها 40 ألف طن من القنابل والصواريخ الممنوعة طوال 40 يوماً وهو ما لم يحدث في أي حرب عربية سابقة! ألم تستحق غزة بعد كل تضحياتها وبطولاتها موقفاً عربياً سياسياً أو اقتصادياً حازماً وحاسماً؟
شعوب الأرض تزلزل مدن العالم مع فلسطين وغزة كما لم يحدث منذ قرن بينما يتواطأ الحكام العرب بالصمت والتسويف انتظاراً وتطلّعاً للإبادة الكاملة والشاملة!
لقد اندلعت ما يشبه ثورة عالمية بالتظاهرات الغاضبة في شوارع العالم مع غزة وأهلها وضد الكيان الغاصب حتى أننا لم نعد قادرين على متابعة زخم هذه الغضبة الشعبية العالمية العارمة وعنفوانها المتوالد المتجدد.
بعد نكبة 1948 سقطت معظم الأنظمة العربية.. واليوم ونحن نعيش بشاعة النكبة الثانية المريعة في غزة لا يبدو أنّ الأنظمة العربية بعيدةً عن النهاية نفسها!
والسؤال.. هل ما يزال أمام الحكام العرب فرصة وسط حرائق غزة لتلافي نتائج النكبة الثانية على رؤوسهم وعروشهم؟