عندما وصلت طلائع القوات المشتركة إلى وسط مدينة الحديدة وكانت على بعد كيلو متر لاستعادة الميناء وإعلان تحرير محافظة الحديدة من مليشيات الحوثي كان ثمن ذلك النصر آلافاً من الشهداء والجرحى، نتيجة معارك ضارية دُمرت خلالها قرى وأجزاء كبيرة من المدينة، وهُجّر عشرات الآلاف من سكان مدينة الحديدة ومديرياتها.

بعد كل تلك التضحيات الجبارة تأتي توجيهات من التحالف بوقف المعارك.. وبعد عامين من توقف المعارك تأتي توجيهات التحالف بانسحاب جميع ألوية القوات المشتركة من وسط مدينة الحديدة حتى مشارف محافظة تعز !.

120 كيلو متر أمر التحالف بالانسحاب منها وتسليمها لمليشيات الحوثي دون أي معارك تذكر، حين تم ذلك ذهب الكثير إلى اعتبار ما حدث إعادة تموضع وتكتيكات عميقة للتحالف يستحق الشكر عليها

من تغاضوا عن تضحيات اليمنيين في معارك تحرير الحديدة .. يذرفون الدموع على تضحيات ودماء الفلسطينيين في معارك غزة !

تسليم الحديدة لمليشيات الحوثي بعد كل ذلك الدمار والدماء إعادة تموضع .. وإعلان الهدنة في غزة وفرض شروط المقاومة على إسرائيل هزيمة لحماس وتحميلها مسؤولية دمار غزة !!.

خضنا حروباً في كل محافظات اليمن ودُمرت مدناً ومديريات أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ما دُمر في غزة.. وبسبب التحالف وجدنا أنفسنا لم نحقق المكاسب المرجوة، بل اُستدرجنا من قِبل الحلفاء إلى كمين أشد كارثية من انقلاب المليشيات

ماذا نقول هنا!!.. هل نقول إن من خرجوا وقاوموا وقبلوا بالتحالف قد أخطأوا في تقديراتهم؟.. شخصيا لا وألف لا .. ما حصل أن قيادة اليمن تعرضت لخيانة قاسية من التحالف العربي.. خيانة تلتها خيانات حتى وصلنا لقعر الجحيم.

نحن بحاجة لأن نعمل على لملمة شتاتنا السياسي والفكري لتوحيد رؤيتنا في إدارة معركتنا المقدسة لتحرير اليمن، لتوحيد صف البندقية..

أما واجبنا تجاه فلسطين هو دعمها كونها قضيتنا أيضاً ودعم كل فصائل المقاومة.. أما مسؤولية تقمص مليشيات الحوثي ثوب محاربة إسرائيل من خلال ضرب الصواريخ وقرصنة السفن.. نحن من يتحمل مسؤوليته وقبلنا التحالف ..

 لو كان التحالف صادقاً معنا وتم تحرير مدينة الحديدة .. ما كان لمليشيات الحوثي (ربيبة الأمريكان وإسرائيل) أن تؤدي هكذا أدوارًا وظيفية..

لا تلوموا أبو عبيدة لأنه شكر اليمن.. فاليمن كلها قامت مع غزة.. بل لوموا من سلم اليمن لمليشيات الحوثي، من يجبر قيادات الشرعية على القبول بشرعية مليشيات الحوثي.. ارفعوا أصواتكم ضد الشقيقة وارفضوا سياستها لشرعنة مليشيات الحوثي.. أم أن ذلك حكمة وفطنة ؟!.

أيهما أخطر على حاضرنا ومستقبلنا.. شرعنة مليشيات الحوثي الذي تتبناه الشقيقة السعودية، أم شكر أبو عبيدة لليمن واليمنيين؟!.

يتعامل البعض مع الفلسطينيين وخاصة حركة حماس، وكأنهم لا يدركون ويعون الأدوار الوظيفية المطلوبة من مليشيات الحوثي وغيرها في تأديتها خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

 العقول التي جعلت الأنفاق سلاحاً تهزم به دبابات الميركافا تدرك ما يدور في محيطها الإقليمي وتدرك دور إيران ومليشياتها !!.