;
حافظ مراد
حافظ مراد

لا انتصار إلا باستقلالية القرار 620

2023-12-05 15:41:54

لأول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني تستقل المقاومة الفلسطينية بقرارها وتخوض معركة طوفان الأقصى بمفردها دون مشاورة أي جانب عربي أو إسلامي، واستطاعت كسر شوكة الجيش الذي لا يقهر في السابع من أكتوبر المجيد وأذلته وكشفت مدى هشاشته لولا تنمره ووحشيته بالغطاء الجوي فقط، وهذا انتصار كبير للمقاومة في إحياء القضية الفلسطينية وإعادتها إلى الواجهة بعد بيعها على الأرجح، فقد بات النصر أقرب من أي وقتا مضى وما مواجهة شعب الكيان الصهيوني بشعار (نغادر البلاد معا) ضد شعار حكومته النازية في هجومها البربري على غزة (معا ننتصر)، والذي أكد للعالم اعتراف المحتلين بأنهم ليسوا أصحاب الأرض وأن إنهاء الاحتلال ومغادرتهم أرض فلسطين أمر حتمي وفي القريب العاجل.

ومع أني كنت لا أرغب الخوض في تفسير مواقف الأنظمة العربية والإسلامية التي حولت القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية ومشكلة ضحايا مدنيين وتبرؤا كامل من حق المقاومة ومن الحق الفلسطيني في التحرر، وأيضا لتقديري وضعهم ولفهمي موقفهم الخالد من خلال خطاباتهم الاستهلاكية التي هي موجهة لشعوبهم وليس لعدوهم، فبعد استعداد مصر وتركيا لاستقبال قيادات حركة حماس بعد مغادرتهم غزة -لا سمح الله- إذا نجح مخطط التهجير القسري للفلسطينيين، أدركت أن هناك حالة بيع كاملة للمقاومة، وان دور عاهات الزعامة العربية والإسلامية محصور في التنازلات والضغط على أصحاب الأرض بالتخلي عن أرضهم وحقوقهم واستعدادهم لاستقبال موجات النزوح وإرسال ما تيسر من الإغاثة المنتهية الصلاحية، فخطابات التهديد والوعيد والشجب والإدانة كلها محاولة للسيطرة على الطوفان العاطفي الشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني ولن يحدث شيء على الواقع، وكل ما بوسعهم هو المطالبة بهدنة إنسانية لتمكينهم من إرسال قليلا من الطعام والشراب لشعب غزة لآلا يموتون في مجازر الإبادة الجماعية القادمة وهم جياع.

حين أظهر العالم سعادته ورحب بعملية الإفراج عن خمسين أسيرا إسرائيليا كانوا لدى حماس، وعند عملية التبادل رأى العالم رجالا حقيقيين في غزة، فعيون ووجوه الأسرى المفرج عنهم لا تكذب وتحكي عن ما بداخلهم فقد أصبحوا غارقاين في طوفان العاطفة والحب لغزة، فالشجرة تعرف بثمارها وقد لاحظ الجميع ثمار فلسطين الطيبة، وظهرت إسرائيل معقدة ومريضة وغاضبة، لأنها لا تريد للأسرى أن يظهروا بتلك السعادة، ولا تريد للعالم أن يرى نبل وقيم الغزاويين، بعد أن سهلت الهدنة فهم العالم للعنف المروع الذي يمارسه الاحتلال وكشفت طبيعة الفظائع التي تدعمها الإدارة الأمريكية، لكن المحزن أن العالم شاهد إطلاق سراح مئات السجناء من الأطفال والنساء الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم قبل سبعة أكتوبر دون أي مواجهات عسكرية أو جرم يقترفونه ومكثوا سنين رهن الإجراءات التعسفية في السجون الإسرائيلية دون محاكمة أو لائحة اتهام وليس لهم علاقة بالمقاومة حتى، ولم يحرك العالم تجاههم ساكن، بل ظهر موقف الغرب في ازدواجية كبيرة، فيه نفاق وانتقائية للقوانين الدولية التي هي منهم بالأساس، وفي عملية التبادل خاضت كتائب القسام معركة إعلامية مذهلة وكسبتها عن جدارة ونالت فيها احترام العالم في السلم والحرب، وأظهرت إسرائيل غضبها واعتقدت أن تغطية الإعلام الضخمة لدقائق التسليم مجرد ترويج لغزة وأبطالها، واستأنفت مجازر الإبادة الجماعية انتقاما من شعب غزة وما يحدث الآن هو تحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة لإجبار أهلها على الهجرة القسرية.

على الإعلاميين والناشطين والجميع دون استثناء تغطية ما يحدث في غزة ونقلها للرأي العام العالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبلغات عدة لإحداث زيادة ضغط شعبي ضد الأنظمة الغربية وإنتاج موقف داعم لإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى أراضيهم، وإذا توقف الإعلام والرأي العام عن نقل الإبادة التي تحدث أمام أعين الجميع في غزة الآن فلن يسمح لهم مرة أخرى في الحديث عن ذلك، لأن عدم استعداد الأنظمة الصهيونية والمتصهينة الكافي على مواجهة نقل الحقائق في مواقع التواصل الاجتماعي هو السبب الوحيد الذي سمح للناشطين بالحديث ونشر الوعي بشكل كبير، وسيحاولون سلب هذه الحقوق في المراحل القادمة، وقد بدءوا ذلك بالفعل من خلال حظر حسابات المشاهير وملاحقتهم في العديد من الدول، وإذا أردنا مستقبلا التحدث عن جرائم وصلف الأنظمة الصهيونية سيكون هناك قوانين وقيودا واعتقالات وملاحقات من دولة لأخرى وبشكل جنوني، والنضال الآن ليس لتحرير فلسطين وحقوقهم فقط، ولكنه من أجل حقوق شعوب العالم المضطهدة التواقة للحرية، شعوب العالم وأحراره يعرفون جيدا الآن مع من يقفون، أنهم الأمل والوعد الحق بأنه لن يكون هناك سلام لصانعي الإبادة الجماعية، والملايين حول العالم سيقفون مع فلسطين مع من فقدوا عائلاتهم ومنازلهم مع المظلومين الذين فقدوا كل شيء ولازالوا محتسبين يحمدون الله ويشكرونه على عظم مصابهم.

وإنا لله وإنا إليه لراجعين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد