لو علم اليمنيون أن ما سيدفعونه نتيجة لمسرحيات الحوثي سيكون لصالح فلسطين وغزة والمقاومة لرحبوا به رغم ما يعيشونه، مع أن العقل والمنطق والواقع السياسي، لا يخول جماعة إرهابية، عنصرية ومتمردة، اتخاذ قرار الحرب بالنيابة عن شعب كامل، وصل إلى أقصى المعاناة بسبب حربها وسعيها المحموم إلى السلطة.
لكن الجميع يعرف أنها مسرحيات تصب في صالح إشغال الناس عن إسرائيل، ولا تستهدف إسرائيل ولا تؤثر إطلاقا في المعركة، وتهدف من ناحية أخرى إلى تسويق الحوثي أمريكيا لفرضه على اليمنيين والإقليم، وخاصة أن مفرقعاته ليست موجهة لا على إسرائيل ولا تلحق بها أي أضرار مادية أو حتى معنوية.
إسرائيل أكبر المحتفلين بالإرهاب الحوثي، لأنها تستخدمه لتأكيد سرديتها للغرب، واستجلاب الدعم، بحجة التهديد لوجودها، الحوثي وحزب اللات أدوات الهاء لا أدوات تغيير لمجريات الحرب.
وموقف الأمريكي المتساهل مع الحوثي يضع ألف سؤال، ويثبت ذلك، وهو عكس ما تقوم به أمريكا في سوريا والعراق مثلا...
وعلى مبدأ الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي، يمكن أن نعيد الصياغة، فالصاروخ والتوجيه من إيران والدم والدمار والمعاناة من رأس اليمني، ولو كان الحوثي يعلم أن ردود الفعل ستكون عليه هو ما رمى طماش.
لن يراهن الحوثي ويغامر إلا في حالتين لا ثالث لهما:
إما أنه تلقى تطمينات أمريكية عبر إيران أنه لن تكون هناك ردة فعل مباشرة عليه وعلى قدراته، وهو الأمر الذي ظهر واضحا في أكثر من تسريب وخبر، عن اتفاق إيراني أمريكي مدفوع، لتجنب أي توسيع للصراع، وإيجاد مبرر لتحويل البحر الأحمر وباب المندب إلى ساحة استعراض قوى دولية بما فيها الوجود المسلح للكيان الصهيوني.
أو أن الحوثي، كما جرت عادته، لا يبالي بما سيحدث لليمنيين، ويشعر أنه لن يدفع شيئا، في حال أي رد فعل أمريكي، مقابل أن يظهر مناصرا لفلسطين، ليستغل ذلك للتحشيد والاستمرار في قتل اليمنيين، ومهاجمة المناطق المحررة، مع أنه أبعد ما يكون عن نصرة فلسطين أو قادرا على التأثير في مجريات الحرب.
اليمنيون يعرفون الحوثي جيدا، ومواقفهم من عنترياته ليست مواقف مجردة، بل نتيجة خبرة واسعة في التعامل معه، فالحوثي قدم ألف دليل على أنه عدو لليمني والعربي والفلسطيني، وليس في صفحاته صفحة واحدة بيضاء، ولا في تاريخه معهم ومضة خير أو نقطة أمل في أن يكون شيئا آخر، غير ذلك المجرم والهمجي والبدائي والعنصري الذي استباح الدم والعرض والدين.